22 أكتوبر 2024
دولة العراق أم دولة داعش؟
كان تقريراً لافتاً الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأسبوع الماضي، وعنونته بأن العراق كدولة في طريقه إلى الزوال، وليس تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيزول. ربما ترفض أمانينا وأحلامنا رؤية هذا العراق الجميل مقسماً، غير أن واقع الحال يشي بأن العراق، في ظل حكومته وأحزابه الحالية، ومراجعه الدينية الحالية حتى، سائر إلى التقسيم والتفتت.
ترى الصحيفة أن تنظيم الدولة بات يواجه كياناً سياسياً مهلهلاً، خصوصاً مع الاضطرابات السياسية التي قسمت المقسّم. وهنا نشير إلى التحالف الشيعي، الكتلة الأكبر في البرلمان، والممسك بعصا السلطة منذ العام 2003، كما أن تنظيم الدولة، وعلى الرغم من خسائره، والأراضي التي فقدها في الأشهر الماضية، يبدو أكثر تماسكاً من العراق، الدولة، الذي يعاني من واقع اقتصادي صعب، بسبب انخفاض أسعار النفط، ناهيك عن حجم الفساد الكبير الذي أنهك الدولة العراقية منذ 2003.
يعيش العراق اليوم حالة من التشظي والتشرذم، لم تبق فيه حجراً على حجر، مقابل ذلك، فإنه يجابه عدواً يبدو أنه يتقن لعبة الوقت وسياسة الاستنزاف، كما أنه يعرف جيداً مواطن ضعف خصمه، وقادر على استغلالها بطريقة ذكية.
منذ بدأت بوادر الاضطراب السياسي تعصف بالمشهد العراقي، المضطرب أصلاً، وتحديداً قبل أسبوعين، عقب اقتحام أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء واقتحام البرلمان، والتفجيرات تضرب العاصمة بغداد، فيما شنّ التنظيم هجماتٍ منسقةً في الرمادي والفلوجة وشمال بغداد، نجح في أثنائها في استعادة أراضٍ جديدة، بل إنه تمكّن من الوصول إلى مناطق ما كان يمكن لعناصره الوصول إليها. وأقصد، هنا، مدينة السماوة الجنوبية، حيث نجح التنظيم في تفجير سيارة مفخخة هناك، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.
وصل الاضطراب السياسي في العراق، اليوم، إلى درجةٍ باتت تهدّد الدولة، وليس كيان الحكومة الحالية فقط، فقد أدت الاضطرابات السياسية والخلافات إلى إصابة كل مرافق الدولة بالشلل، فليس هناك برلمان قادر على سن قوانين جديدة، أو تشريعات تسهم في وقف التدهور الحاصل بالبلاد، ولا مجلس وزراء قادر على أن يلتئم، بعد إعفاء وزراء بموجب تعديل وزاري، وتعيين آخرين لم يؤدوا اليمين القانونية، ناهيك عن تعطل منظومة الرئاسة العراقية، والتي لا يبدو أن لوجودها أي مفعول، سوى رمزيتها. كما أن القوات المسلحة تعيش واقعاً مرّاً، بفعل انتشار سلطة المليشيات التي تمثل اليوم دولة أقوى من الدولة نفسها، وليس فقط داخل دولة.
بموازاة هذا الشلل التام في مفاصل الدولة العراقية، بات صراع الأجندات الشيعية الشيعية فاقعاً، فمنذ تفجيرات مدينة الصدر، الأسبوع الماضي، وهناك تبادل للاتهامات بين الصدريين (أتباع مقتدى الصدر) وأتباع منظمة بدر وعمار الحكيم (البدريين)، وصلت إلى حد نزول مليشيات للطرفين في مناطق متفرقة من بغداد، تأهباً، على ما يبدو، لمواجهاتٍ قد تكون مرتقبة، إلا إذا كان لدى الراعي الرسمي للطرفين، إيران، قول آخر.
تنظيم الدولة، مع خسائره في الفترة الماضية، بفعل الدعم الكبير من قوات التحالف للقوات العراقية، إلا أنه نجح في استغلال حالة الاضطراب السياسي التي يعيشها نظام الحكم في العراق، وبدلاً من عملية تحرير الموصل المرتقبة، فإن التنظيم بات يهاجم مجدّداً في الرمادي، ويسترد أرضاً فقدها هناك، قبل أشهر، كما أنه بات يقرع أبواب بغداد بقوةٍ عبر سلسلة من الهجمات المتفرقة.
أميركا التي يبدو أنها معنيةٌ أيضاً بالحفاظ على بقاء الدولة العراقية بأي شكل أو طريقة، تدرك حقيقة ما يخطط له تنظيم الدولة، إلا أنها، في الوقت نفسه، تعرف جيداً أن السماح لهذا التنظيم بالتمدّد إلى أطراف بغداد الغربية أو الشمالية يمكن أن يسمح لها بوجود أكبر في العراق، وهو ما ترمي إليه الولايات المتحدة.
زوال العراق، وإن كان أمراً مرّاً، إلا أنه، على ما يبدو، متحقق عبر العملية السياسية العرجاء واللامنطقية واللامنصفة التي زرعتها الولايات المتحدة في العراق عقب 2003.
دخل العراق في احتراب داخلي، وهذه المرة، ليس بين مؤيدي العملية السياسية ومعارضيها، وإنما بين أطراف العملية السياسية نفسها، ما ينبئ بالقضاء على آخر مقومات الدولة، وخصوصاً أنه صراعٌ، إن اندلع فعلاً، فإنه سينذر بزوال كل مقوماتٍ يمكن من خلالها الحديث عن دولة اسمها العراق.
ترى الصحيفة أن تنظيم الدولة بات يواجه كياناً سياسياً مهلهلاً، خصوصاً مع الاضطرابات السياسية التي قسمت المقسّم. وهنا نشير إلى التحالف الشيعي، الكتلة الأكبر في البرلمان، والممسك بعصا السلطة منذ العام 2003، كما أن تنظيم الدولة، وعلى الرغم من خسائره، والأراضي التي فقدها في الأشهر الماضية، يبدو أكثر تماسكاً من العراق، الدولة، الذي يعاني من واقع اقتصادي صعب، بسبب انخفاض أسعار النفط، ناهيك عن حجم الفساد الكبير الذي أنهك الدولة العراقية منذ 2003.
يعيش العراق اليوم حالة من التشظي والتشرذم، لم تبق فيه حجراً على حجر، مقابل ذلك، فإنه يجابه عدواً يبدو أنه يتقن لعبة الوقت وسياسة الاستنزاف، كما أنه يعرف جيداً مواطن ضعف خصمه، وقادر على استغلالها بطريقة ذكية.
منذ بدأت بوادر الاضطراب السياسي تعصف بالمشهد العراقي، المضطرب أصلاً، وتحديداً قبل أسبوعين، عقب اقتحام أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء واقتحام البرلمان، والتفجيرات تضرب العاصمة بغداد، فيما شنّ التنظيم هجماتٍ منسقةً في الرمادي والفلوجة وشمال بغداد، نجح في أثنائها في استعادة أراضٍ جديدة، بل إنه تمكّن من الوصول إلى مناطق ما كان يمكن لعناصره الوصول إليها. وأقصد، هنا، مدينة السماوة الجنوبية، حيث نجح التنظيم في تفجير سيارة مفخخة هناك، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.
وصل الاضطراب السياسي في العراق، اليوم، إلى درجةٍ باتت تهدّد الدولة، وليس كيان الحكومة الحالية فقط، فقد أدت الاضطرابات السياسية والخلافات إلى إصابة كل مرافق الدولة بالشلل، فليس هناك برلمان قادر على سن قوانين جديدة، أو تشريعات تسهم في وقف التدهور الحاصل بالبلاد، ولا مجلس وزراء قادر على أن يلتئم، بعد إعفاء وزراء بموجب تعديل وزاري، وتعيين آخرين لم يؤدوا اليمين القانونية، ناهيك عن تعطل منظومة الرئاسة العراقية، والتي لا يبدو أن لوجودها أي مفعول، سوى رمزيتها. كما أن القوات المسلحة تعيش واقعاً مرّاً، بفعل انتشار سلطة المليشيات التي تمثل اليوم دولة أقوى من الدولة نفسها، وليس فقط داخل دولة.
بموازاة هذا الشلل التام في مفاصل الدولة العراقية، بات صراع الأجندات الشيعية الشيعية فاقعاً، فمنذ تفجيرات مدينة الصدر، الأسبوع الماضي، وهناك تبادل للاتهامات بين الصدريين (أتباع مقتدى الصدر) وأتباع منظمة بدر وعمار الحكيم (البدريين)، وصلت إلى حد نزول مليشيات للطرفين في مناطق متفرقة من بغداد، تأهباً، على ما يبدو، لمواجهاتٍ قد تكون مرتقبة، إلا إذا كان لدى الراعي الرسمي للطرفين، إيران، قول آخر.
تنظيم الدولة، مع خسائره في الفترة الماضية، بفعل الدعم الكبير من قوات التحالف للقوات العراقية، إلا أنه نجح في استغلال حالة الاضطراب السياسي التي يعيشها نظام الحكم في العراق، وبدلاً من عملية تحرير الموصل المرتقبة، فإن التنظيم بات يهاجم مجدّداً في الرمادي، ويسترد أرضاً فقدها هناك، قبل أشهر، كما أنه بات يقرع أبواب بغداد بقوةٍ عبر سلسلة من الهجمات المتفرقة.
أميركا التي يبدو أنها معنيةٌ أيضاً بالحفاظ على بقاء الدولة العراقية بأي شكل أو طريقة، تدرك حقيقة ما يخطط له تنظيم الدولة، إلا أنها، في الوقت نفسه، تعرف جيداً أن السماح لهذا التنظيم بالتمدّد إلى أطراف بغداد الغربية أو الشمالية يمكن أن يسمح لها بوجود أكبر في العراق، وهو ما ترمي إليه الولايات المتحدة.
زوال العراق، وإن كان أمراً مرّاً، إلا أنه، على ما يبدو، متحقق عبر العملية السياسية العرجاء واللامنطقية واللامنصفة التي زرعتها الولايات المتحدة في العراق عقب 2003.
دخل العراق في احتراب داخلي، وهذه المرة، ليس بين مؤيدي العملية السياسية ومعارضيها، وإنما بين أطراف العملية السياسية نفسها، ما ينبئ بالقضاء على آخر مقومات الدولة، وخصوصاً أنه صراعٌ، إن اندلع فعلاً، فإنه سينذر بزوال كل مقوماتٍ يمكن من خلالها الحديث عن دولة اسمها العراق.