دموع بنكيران قبل الانتخابات تثير جدلاً في المغرب

04 أكتوبر 2016
أجهش بنكيران بالبكاء أكثر من مرة (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -
استأثرت دموع رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في مهرجانات وتجمعات خطابية متوالية ترأسها في شمال وجنوب البلاد، خلال أيام الحملة الانتخابية لاقتراع مجلس النواب يوم الجمعة المقبل، بكثير من الاهتمام السياسي والإعلامي في المغرب.

وظهر بنكيران وهو يجهش بالبكاء، أو يختنق بالدموع، في تجمعات خطابية حضرها لتأييد مرشحي حزبه في الانتخابات، سواء في المهرجان الخطابي بمدينة العرائش، أو مراكش، أو تارودانت، خصوصاً عندما يأتي على شكر الأفواج البشرية الكبيرة التي تحرص على حضور تجمعاته الانتخابية.

وتوزع متابعون للشأن السياسي في المغرب حيال دموع بنكيران في الحملة الانتخابية إلى فريقين: الأول "تجاوب عاطفيًا مع لحظات "انهيار" رئيس الحكومة أمام الحشود الجماهيرية التي فاقت أحياناً 20 ألف مناصر في بعض المهرجانات، واعتبر أن دموعه صادقة نابعة من إدراكه حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، نظرًا لقربه الكبير من نبض الشارع".

أما الفريق الثاني المناهض لرئيس الحكومة، فقد شنّ حملة في مواقع التواصل الاجتماعي. كما اعتبرها محللون وباحثون "وسيلة لاستدرار عطف الناخبين، خصوصاً بعد أن بدأ يشعر بأن حزبه لم يعد مرغوبا فيه، وبأنه أدى دوره في 5 سنوات، ويتعين البحث عن بديل آخر".

ولم تكُن دموع رئيس الحكومة وحدها التي لفتت أنظار المغاربة إلى الحملة الانتخابية التي لا تزال فاترة ولم تصل بعد إلى تلك الحرارة التي عهدها المغاربة في انتخابات سابقة، بل أيضًا انتشار صور زعماء سياسيين وقادة أحزاب يلتقطون الصور مع الفقراء في الأسواق والقرى النائية.

وعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة فاس، أحمد مفيد، على هذه المشاهد الانتخابية، بالقول إن "بعض القيادات السياسية تعمدوا استمالة الناخبات والناخبين عن طريق اللجوء إلى ترويج بعض الصور التي تستهدف تقديمهم بأنهم أناس طيبون ومتواضعون، ويتعايشون مع جميع الفئات، ويستمعون لمختلف المطالب، وفي مختلف المواقع الجغرافية".

وتابع مفيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الصور، وإن كانت تبدو عادية، إلا أنها في حقيقتها فيها استغلال لعواطف الناس"، مبرزًا أن "البكاء مثلا لا يشكل دفاعا عن الحصيلة الحكومية، ولا ترافعا من أجل برنامج معين، وهذا البكاء هو سلوك غير عادي في العمل الانتخابي".

واسترسل المحلل بأن "الأمر نفسه ينطبق على صور بعض القيادات والسياسيين، وهم عند الحلاق، أو في الأسواق الأسبوعية، أو عند صاحب محل للمأكولات الشعبية"، مبينا أن هذه الأساليب غير مقبولة في الحملة الانتخابية، لأن الناس في حاجة لمن يقدم لهم بدائل لحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، وليسوا في حاجة لمن يروج لصور تستهدف استمالة أصواتهم من دون تقديم بدائل لهم.

وخلص مفيد إلى أنه "بالنظر إلى هذه المعطيات، فالسلوك الانتخابي لدى جميع القيادات السياسية ينبغي أن يرتكز على أساس تنافس البرامج والمشاريع المجتمعية، وليس على أساس الترويج لصور لا علاقة لها بوسائل التواصل السياسي المتعارف عليها في علم التسويق السياسي".

المساهمون