دمشق تحت مرمى القذائف... وخطف إيطاليتين في حلب

07 اغسطس 2014
مقاتلون سوريون معارضون يستعدن لاطلاق قذائف (الأناضول/Getty)
+ الخط -

قتل 18 مدنياً، في قصف استهدف، يوم الأربعاء، أحياء سكنية، في العاصمة السورية دمشق، في وقت أفاد فيه ناشطون سوريون أن مجموعة مسلحة اختطفت إيطاليتين تعملان في مجال الإغاثة، قبل نحو أسبوع من منزل قائد المجلس العسكري في بلدة "الأبزومو" في ريف حلب الغربي.

وتواصل سقوط القذائف، لليوم الرابع على التوالي، على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة دمشق وضواحيها، ما أدى إلى مقتل نحو 18 مدنياً وإصابة العشرات بجروح كحصيلة أولية، بالتزامن مع حملة أطلقها "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، لاستهداف المراكز الأمنية والعسكرية، داخل دمشق، تستمر لمدة أسبوع.

واستهدفت القذائف، بحسب ما أكد ناشطون من دمشق لـ"العربي الجديد"، منطقة القصور بمدينة دمشق، ما أدى لأضرار مادية".

وأشار شاهد عيان إلى أن "صفير القذائف كان مسموعاً في سماء دمشق، خلال الأيام الأربعة الماضية، ما أدى، إلى حالة من الهلع بين السكان والموظفين في الدوائر الحكومية، واختناق في حركة السير، بسبب إغلاق بعض الطرقات وخوف السائقين من استهداف حافلاتهم".

وحمّل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، "الاتحاد الإسلامي لأجناد الإسلام" مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين، بعد ان كان قد أعلن عن حملة الصواريخ لقصف المراكز العسكرية والأمنية في دمشق، وحي المزة 86.

وتساءل أحد سكان دمشق، عن "الأهداف التي تحققت من وراء إطلاق هذه القذائف". وأضاف "لم نسمع عن اسم عسكري قتل بسببها، في حين تتوارد أسماء المدنيين بالعشرات".

من جهته، وصف مواطن آخر، فضل عدم ذكر اسمه، تلك الصواريخ بالعبثية، لأن "أغلبها لا يصيب أهدافه، ولن تساهم إلا بتأليب الشعب على الثورة، وتشبيه المجاهدين، بالنظام، الذي لا يقيم وزناً لحياة المدنيين".

وكان "الاتحاد الإسلامي لأجناد الإسلام"، قد برر حملته بأنها رد على ارتكاب النظام في الغوطة الشرقية، خلال أيام عيد الفطر.

في المقابل، أكد خبير عسكري معارض لـ"العربي الجديد"، أن "أجناد الشام أوقف القصف بصواريخ "الكاتيوشا" مرات عدة بسبب عدم ملاءمة الأحوال الجوية، فالرياح لها تأثير على دقة الإصابة"، لكنه نفى أن "تصل عدم الدقة بسبب الرياح، إلى درجة انتقال القذيفة من حي لآخر". واتهم النظام بـ"استغلال إعلان الأجناد، وإطلاق القذائف من قبل قواته على الأحياء السكنية، بهدف التحريض ضد المعارضة المسلحة، وتبرير جرائمه في الغوطة".

وفي السياق، كرر "أجناد الشام"، طلبه من المواطنين، الابتعاد عن المراكز الأمنية والعسكرية في دمشق، وإخلاء البيوت المحيطة بها حرصاً على سلامتهم.

ورداً على الاتهامات باستهداف المدنيين، أوضح في بيان، أن" سرايا الرصد والمتابعة خلال اليومين الماضيين، أكدت أن صواريخ الكاتيوشا، التي أطلقها الاتحاد أصابت أهدافها بدقة، ودبت الذعر والهلع في المراكز الأمنية والحواجز العسكرية المستهدفة".

ونفى الاتحاد، أي علاقة له بـ"القذائف التي سقطت على الأحياء السكنية، واستهدفت المدنيين الأبرياء".

وجاء ذلك بينما استهدف الطيران النظامي، حي جوبر الدمشقي بثماني غارات جوية، إضافة إلى قصف المليحة والمزارع المحيطة بها بقذائف الهاون والدبابات.

 
خطف ايطاليتين

في هذه الأثناء، أفاد مراسل شبكة "سورية مباشر"، في حلب، ياسين أبو رائد، لـ"العربي الجديد" أن آخر ظهور للناشطتين الايطاليتين، اللتين أعلن اليوم عن اختطافهما، كان يوم الجمعة الماضي في البلدة، قبل أن يتم اختطافهما". وأوضح أبو رائد أن "الفتاتين فانيسا مارزولو، وغريتا راميلي، كانتا برفقة صحافي إيطالي يُدعى دانيال رانيري، وقد تمكن من الهرب".

من جهته، ذكر الناشط الإعلامي، سامر الحمصي لـ"العربي الجديد" أن "الناشطتين أعلمتاه برغبتهما في التوجه إلى سورية، لكنهما لم تحددا له التوقيت". وأكد "أنهما غير تابعتين لأي منظمة دولية أو إقليمية". وبحسب الحمصي، فإن "ناشطة مغربية تقيم في إيطاليا وتدعى نوال، وهي صديقة الفتاتين، أرسلت له تسجيلاً صوتياً حول اختطافهما".

وتقول نوال في التسجيل الصوتي، الذي حصل عليه "العربي الجديد" إن "الفتاتين قدمتا إلى سورية، في أواخر الشهر الماضي، بالتنسيق مع شخص لا تعرفه، قبل أن يتصل بها الخميس الماضي، شخص يدعى دانيال رانيري، وهو صحافي إيطالي، كان برفقتهما، ويخبرها أنهما خطفتا من قبل مجموعة مسلحة مجهولة".

وتضيف الناشطة، التي تساعد اللاجئين السوريين في إيطاليا، خلال التسجيل، أن "الفتاتين كانتا في حلب، برفقة شباب سوريين وناشط حمصي يدعى حمزة الجوجة، وهو شاب في المعارضة المسلحة، كان في حي القصور المحاصر، قبل أن يخرج إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، ويتجه إلى ريف حلب الشمالي".

وأشارت إلى "أن الجوجة هرب لحظة الإمساك بالفتاتين، بينما بقي الشباب الآخرون معهما". وترجح أن "تكون مارزولو و راميلي قد خطفتا من بلدة الأبزومو أو الأتارب" من دون أن تتمكنا من فهم ما يحدث، وهل هؤلاء الشباب متواطئون مع الجوجة، الذي هرب لحظة الإمساك بالفتاتين.

وتلفت الناشطة المغربية، في نهاية التسجيل، إلى أن "الفتاتين كان بحوزتهما مبلغ من المال، تنويان استخدامه لشراء مواد غذائية وتوزيعها على المحتاجين في سورية".

وبرغم عدم صدور أي تصريح، من قبل فصائل ريف حلب الشمالي، فإن الحادثة، لا تعتبر الأولى من نوعها، إذ سبقها قتل واختطاف ناشطين وصحافيين أجانب من قبل مسلحين، كما قتل العديد من قبل القوات النظامية.

المساهمون