أصيب جراحون في ولاية بنسلفانيا الأميركية بالدهشة، بعد أن رمم دماغ صبي نفسه، على الرغم من خضوعه لجراحة أزيل فيها سدس الدماغ، لاستئصال ورم.
وخسر تانر كولينز حوالي 15% من دماغه، قبل عيد ميلاده السادس، حيث توجب على الجراحين كسر جمجمته، لاستئصال ورم حميد بحجم كرة غولف، كان ينمو باتجاه مؤخرة رأسه ويضغط على دماغه، مسببًا له صداعًا ونوبات صرع، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
وكانت الجراحة ستوقف النوبات التي يتعرض لها كولينز، إلا أنها ستكلفه أجزاء من دماغه، مسؤولة عن الرؤية والمعالجة البصرية، وأخبر الجراحون والديه أنه حتى لو لم يفقد بصره، فإنه سيعاني من تأخر في الإدراك، وهذا ما لم يحدث، وبعد مضي 5 سنوات، أصبح لاعب شطرنج ماهرا، وقدم للعلماء فكرة غير مسبوقة عن كيفية إصلاح الدماغ لنفسه.
وأوضح الجراحون أن الجانب الأيسر من دماغ كولينز، تولى جميع المهام التي كان يفترض أن يخسرها، بفقدان أجزاء من جانبه الأيمن، وقد يبدو هذا مثل أفلام الخيال العلمي، إلا أنه حقيقة تعتمد على ميزة رئيسية للدماغ، تدعى "المرونة العصبية"، والتي تشير إلى مقدرته على إجراء اتصالات جديدة ومختلفة بين العصبونات.
وتمتلك كل الأدمغة البشرية مرونة عصبية إلى حد ما، وبدونها نفقد القدرة على تذكر وتعلم الأشياء، وتختفي فقط لدى البالغين المصابين بالألزهايمر، وأشكال أخرى من الخرف، وهي ما تساعد الدماغ على الشفاء بعد الإصابات المؤلمة مثل الارتجاج، إلا أن إصلاح الروابط العصبية التالفة شيء، والتعويض عن خسارة فصوص كاملة من الدماغ شيء آخر.
وتأمل الدكتورة مارلين بيرمان، من جامعة كارنيغي ميلون، أن تسلط حالة كولينز الضوء على قدرات جديدة للدماغ، وأن تساعدها في فهم عمليات الترميم فيه بشكل أفضل، خلال عملها في إعادة تدريب أدمغة المرضى، على رؤية وإدراك الإشارات البصرية.
وواظب الأطباء منذ استيقاظ كولينز من الجراحة، وخلال 7 أيام من تعافيه، على مراقبة النشاط الكهربائي في دماغه، لإنشاء خريطة للأجزاء التي تتواصل مع بعضها، ومعرفة أي الأجزاء مظلمة وساكنة، ووجدوا أنه قادر على الرؤية، والتعرف على والديه، لكن تذكر الأسماء لم يكن سهلًا في البداية بالنسبة إليه، قبل أن ينجح بذلك أيضًا بعد بضعة أيام.
وكان تحسن كولينز مثيرًا للإعجاب والدهشة بالنسبة للعلماء، إذ تولى جانب دماغه الأيسر، مهام الجانب الأيمن بشكل كلي، وأوضحت الطبيبة بيرمان أن الفضل بهذا قد يكون مرتبطًا بعمره، لأن الدماغ يتطور إلى حد كبير حتى سن الـ25، وخاصة أجزاءه المسؤولة عن الرؤية، ويبدو أن الصبي كان صغيرًا بما فيه الكفاية، لإعادة ضبط دماغه للتعرف على الأشياء بشكل مختلف.
اقــرأ أيضاً
وواظبت بيرمان لمدة 3 سنوات بعد الجراحة، على جعل كولينز يمارس سلسلة من اختبارات الذاكرة والتعلم كل 6 أشهر، داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، لمراقبة تدفق الدم إلى أجزاء دماغه المختلفة، ومقارنة النتائج بأداء أشخاص من عمره لم يتعرضوا لإصابات في الدماغ، فوجدت أنه لا يبدو مختلفًا عنه، فيما عدى المساحة الفارغة في مؤخرة رأسه، وبقية عمياء على محيط عينه اليسرى.
ولم يكن كولينز الطفل الوحيد، الذي خضع لمراقبة بيرمان الطبية، إذ درست حالات 8 أطفال آخرين خضعوا لجراحات مماثلة، واستعادوا باستثناء طفل واحد، جميع الوظائف التي كان يخشى أن يفقدوها، وهي تستمر اليوم بالاطلاع على حالة كولينز، لدراسة العمر الأقصى لشفاء الدماغ بعد العمليات الجراحية، وهذا قد يتيح للأطباء مستقبلًا، تحديد الوقت الذي تستحق فيه الجراحة الدماغية المخاطرة، والوقت الذي يكون فيه كل شيء على المحك.
وخسر تانر كولينز حوالي 15% من دماغه، قبل عيد ميلاده السادس، حيث توجب على الجراحين كسر جمجمته، لاستئصال ورم حميد بحجم كرة غولف، كان ينمو باتجاه مؤخرة رأسه ويضغط على دماغه، مسببًا له صداعًا ونوبات صرع، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
وكانت الجراحة ستوقف النوبات التي يتعرض لها كولينز، إلا أنها ستكلفه أجزاء من دماغه، مسؤولة عن الرؤية والمعالجة البصرية، وأخبر الجراحون والديه أنه حتى لو لم يفقد بصره، فإنه سيعاني من تأخر في الإدراك، وهذا ما لم يحدث، وبعد مضي 5 سنوات، أصبح لاعب شطرنج ماهرا، وقدم للعلماء فكرة غير مسبوقة عن كيفية إصلاح الدماغ لنفسه.
وأوضح الجراحون أن الجانب الأيسر من دماغ كولينز، تولى جميع المهام التي كان يفترض أن يخسرها، بفقدان أجزاء من جانبه الأيمن، وقد يبدو هذا مثل أفلام الخيال العلمي، إلا أنه حقيقة تعتمد على ميزة رئيسية للدماغ، تدعى "المرونة العصبية"، والتي تشير إلى مقدرته على إجراء اتصالات جديدة ومختلفة بين العصبونات.
وتمتلك كل الأدمغة البشرية مرونة عصبية إلى حد ما، وبدونها نفقد القدرة على تذكر وتعلم الأشياء، وتختفي فقط لدى البالغين المصابين بالألزهايمر، وأشكال أخرى من الخرف، وهي ما تساعد الدماغ على الشفاء بعد الإصابات المؤلمة مثل الارتجاج، إلا أن إصلاح الروابط العصبية التالفة شيء، والتعويض عن خسارة فصوص كاملة من الدماغ شيء آخر.
وتأمل الدكتورة مارلين بيرمان، من جامعة كارنيغي ميلون، أن تسلط حالة كولينز الضوء على قدرات جديدة للدماغ، وأن تساعدها في فهم عمليات الترميم فيه بشكل أفضل، خلال عملها في إعادة تدريب أدمغة المرضى، على رؤية وإدراك الإشارات البصرية.
وواظب الأطباء منذ استيقاظ كولينز من الجراحة، وخلال 7 أيام من تعافيه، على مراقبة النشاط الكهربائي في دماغه، لإنشاء خريطة للأجزاء التي تتواصل مع بعضها، ومعرفة أي الأجزاء مظلمة وساكنة، ووجدوا أنه قادر على الرؤية، والتعرف على والديه، لكن تذكر الأسماء لم يكن سهلًا في البداية بالنسبة إليه، قبل أن ينجح بذلك أيضًا بعد بضعة أيام.
وكان تحسن كولينز مثيرًا للإعجاب والدهشة بالنسبة للعلماء، إذ تولى جانب دماغه الأيسر، مهام الجانب الأيمن بشكل كلي، وأوضحت الطبيبة بيرمان أن الفضل بهذا قد يكون مرتبطًا بعمره، لأن الدماغ يتطور إلى حد كبير حتى سن الـ25، وخاصة أجزاءه المسؤولة عن الرؤية، ويبدو أن الصبي كان صغيرًا بما فيه الكفاية، لإعادة ضبط دماغه للتعرف على الأشياء بشكل مختلف.
وواظبت بيرمان لمدة 3 سنوات بعد الجراحة، على جعل كولينز يمارس سلسلة من اختبارات الذاكرة والتعلم كل 6 أشهر، داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، لمراقبة تدفق الدم إلى أجزاء دماغه المختلفة، ومقارنة النتائج بأداء أشخاص من عمره لم يتعرضوا لإصابات في الدماغ، فوجدت أنه لا يبدو مختلفًا عنه، فيما عدى المساحة الفارغة في مؤخرة رأسه، وبقية عمياء على محيط عينه اليسرى.
ولم يكن كولينز الطفل الوحيد، الذي خضع لمراقبة بيرمان الطبية، إذ درست حالات 8 أطفال آخرين خضعوا لجراحات مماثلة، واستعادوا باستثناء طفل واحد، جميع الوظائف التي كان يخشى أن يفقدوها، وهي تستمر اليوم بالاطلاع على حالة كولينز، لدراسة العمر الأقصى لشفاء الدماغ بعد العمليات الجراحية، وهذا قد يتيح للأطباء مستقبلًا، تحديد الوقت الذي تستحق فيه الجراحة الدماغية المخاطرة، والوقت الذي يكون فيه كل شيء على المحك.