وفي السياق، دعت الخارجية الباكستانية، اليوم الإثنين، إلى استئناف الحوار بين "طالبان" والولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل، في بيان له، إن بلاده تدعو أطراف الصراع الأفغاني إلى "التزام الصبر والتحمل وعدم الاستعجال"، داعيا إياها إلى "طاولة الحوار من جديد".
وأضاف أن بلاده "دانت دوماً أعمال العنف، وما زالت تدينها وبشدة"، وأنها تشدد على أن "العنف لا يأتي بخير، وأن الحل الدائم في الحوار المثمر، من هنا هي تلعب دوراً مهماً في هذا الشأن".
وخلص البيان إلى أن "الحل الهنائي للمعضلة الأفغانية سياسي"، وأنه "مهما استمرت الأطراف في الحل العسكري فلا بد من عودتها إلى الحوار السياسي البناء".
وكانت إيران أيضاً قد دعت، بدورها، إلى عودة أطراف الصراع الأفغاني إلى الحوار، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة له: "إننا قلقون حيال إلغاء الحوار مع طالبان".
Twitter Post
|
وأضاف أن "القوات الأجنبية الخاسرة في أفغانستان لا بد من خروجها من أجل وقف حمام الدم"، كما أبدى استعداد بلاده لـ"العمل مع الحكومة الأفغانية وكافة أطراف الحرب والجيران من أجل حل المعضلة الأفغانية".
وأوقف الرئيس الأميركي، السبت، مفاوضات السلام مع زعماء "طالبان"، بعد إعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم في كابول أسفر عن قتل جندي أميركي و11 شخصا آخرين.
وكشف ترامب أيضاً أنّه كان مقرّراً أن يلتقي في كامب ديفيد، بشكل منفصل، الأحد، وفي "سرّية" تامّة، كلّاً من الرئيس الأفغاني أشرف غني و"القادة الرئيسيّين لطالبان".
وأضاف الرئيس الأميركي على "تويتر": "لقد كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة هذا المساء"، لكن "ألغيتُ الاجتماع على الفور"، مندّداً بهجوم وقع الخميس وتبنّته الحركة في كابول، وأودى بحياة أشخاص عدّة، بينهم جندي أميركي.
وتحدثت مصادر، اليوم الإثنين، عن أن "السبب لم يكن هجوم طالبان"، مشيرة إلى أن "الحركة كانت ترضخ كليا لمطالب واشنطن"، فيما لم تستبعد أن "الخلافات الداخلية في أميركا كانت السبب الأساسي وراء إعلان ترامب إلغاء الحوار مع طالبان".
ويرى مقربون من "طالبان" أن الحوار بين الطرفين "سيبدأ عن قريب"، وأن ما حصل هدفه الضغوط على الحركة.
وفي هذا الصدد، قال القيادي السابق في الحركة محمد أكبر آغا، في تصريحات صحافية له أمس الأحد، إن "الحوار سيبدأ من جديد، والولايات المتحدة تسعى من خلال ما حصل للضغط على طالبان".
من جانبها، أكدت "طالبان"، أمس في بيان لها، أن "أبواب الحركة مفتوحة، ولكنها ستواصل عملها الجهادي"، مشددة على أن "أميركا هي التي ستخسر بسبب إلغاء الحوار"، معتبرة إعلان ترامب "خيبة أمل لها، لأن أطراف الحوار كانت راضية عما يجري في الدوحة، وكانت بصدد الإعلان عن اتفاق والتوقيع عليه".