وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمعلم يشرح لتلاميذه كيفية غسل الميت وتكفينه. وما إن انتشرت الصور، حتى بدأ الجدل، وصب المعلقون جام غضبهم على معلم مادة التربية الإسلامية، الذي اجتهد في إعطاء الدرس، غير المقرر في المنهج الدراسي.
ومن بين ردود الأفعال التي أخذت طابع السخرية والغضب من فعل المعلم، كتب خالد الوائلي على "فيسبوك": "تكلمنا سابقاً عن مهازل التعليم في العراق، وهذه منها. أما كان من الأولى تعليم الأطفال الوضوء أو التيمم أو الصلاة، بدل من أن يعلمهم غسل الميت. راح تخرج مهنيين أو دفانة؟".
وقالت فاتن: "موضوع أكبر من عمر التلاميذ، بـ هكذا عمر يتعلم التلاميذ التعلق بالله والإيمان بأركان الإسلام والتحلي بأخلاق الإسلام وتحبيبهم وتقريبهم لله وللحياة". وتساءل إياد صلاح: "هل أطفال عمرهم 6-12 سنة نعلمهم كيف يغسلون الميت؟ شنو راح انطلعهم سفاحين ولزم نعلمهم كيف يصدرون جثث؟ وزارة تربية ضعيفة".
وعلّق عبد الله رعد: "السلام عليكم بدون تعصب هذا رأيي خدمتي بالتعليم 19 سنة تدرست رياضيات وكلية تربية إسلامية، هذه الطريقة بالتدريس جريمة، ديننا الإسلامي السمح لا يوصينا بتعليم تلاميذ ابتدائي هكذا درس أمام أطفال أبرياء لا يدركون معنى الحياة والموت، أخي الفاضل معلم التربية الإسلامية هذا الدرس غير مناسب لعمر تلاميذ ابتدائي، فيه عواقب كارثية بالنسبة للطفل، وشكراً، وهذا عملك سيعرض للجهات المختصة".
Facebook Post |
وقال المشرف التربوي سعدون الجبوري لـ"العربي الجديد": "إن هذه الأفعال لا تمثل وزارة التربية، وهذا بالتأكيد اجتهاد شخصي من معلم أساء التصرف بتعليم أطفال غسل الميت والصلاة عليه، وهناك دروس ومنهج مخصص في مادة التربية الإسلامية ممكن تعليمها للتلاميذ وبشكل تطبيقي وعملي، تبعث على روح المحبة والتسامح وممكن الاجتهاد بهذه الطريقة من خلال درس عملي، لكن هذا الدرس ولمثل هذه الأعمار أمر مرفوض وغير مقبول".
وأضاف الجبوري: "أطفال العراق يعانون كثيراً في حياتهم اليومية المليئة بأخبار الحروب والقتل والخوف، وهذا ما يحتم على المدارس والهيئة التعليمية التخفيف عنهم، وإبعادهم عن الأجواء الصعبة التي ترافقهم يومياً، فحتى المسلسلات الكارتونية أصبحت عبارة عن معارك وقتل وسلاح. ومثل هذا الدرس الذي أخطأ المعلم في اختيار الفئة العمرية المناسبة له، فضلاً عن كونه غير موجود في المقرر الدراسي، يعتبر إساءة لهؤلاء التلاميذ، وتجنياً عليهم، حيث يحمّلهم أكثر مما يحتملون".
وأوصى الجبوري بضرورة التزام المعلمين والمدرّسين بالمناهج التربوية المخصصة، ومراعاة التلاميذ، وإبعادهم عن هذه الأجواء التي لا تناسبهم، مع ضرورة فتح تحقيق مع المعلم لمعرفة الدوافع وراء هكذا تصرف.
وكانت منظمة الطفولة "اليونيسيف" التابعة للأمم المتحدة، قد حذّرت، في الثلاثين من يونيو/حزيران من العام الماضي، من أن خُمس أطفال العراق معرضون لمخاطر جدية، مثل الموت والإصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة.
Facebook Post |