كشفت نتائج دراسة بحثيّة حول "عمل أطفال اللاجئين السوريين في القطاع الزراعي في لبنان"، أن منطقة البقاع في شرق لبنان هي أكثر المناطق استقبالاً للاجئين السوريين، وحددت عددهم بأكثر من 234 ألف لاجئ.
واعتبرت الدراسة التي أجرتها كلية العلوم الصحيّة في الجامعة الأميركية ببيروت، اللاجئين السوريين في البقاع من "الفئات السكانية الضعيفة، إذ يعيش العديد منهم في تجمعات خيام غير رسمية، كما يُعانون من الفقر المدقع المتسم بنقص الاحتياجات الأساسية، والضغوط المالية وانعدام الاستقرار ما يؤدي بأطفالهم إلى الانقطاع عن الدراسة والانخراط في سوق العمل مبكراً، وبشكل غير قانوني".
وأعلنت نتائج الدراسة التي نُشرت في كتاب مفصل، خلال مؤتمر صحافي بالجامعة الأميركية في بيروت، اليوم الأربعاء، برعاية وزير العمل، كميل أبو سليمان، وبمشاركة ممثلين عن مركز بحوث التنمية الدولية (IDRC) ومنظمة يونيسف ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة العمل الدولية.
ورصدت الدراسة حالة 12708 لاجئين يعيشون في 1902 خيمة داخل تجمعات غير رسمية في أربع مناطق من محافظتي البقاع وبعلبك-الهرمل، وكانت أكثرية الذين شملهم الاستطلاع من فئة الشباب والأطفال، إذ كان 65 في المائة منهم دون سن الثامنة عشر، وتألفت أسر 50 في المائة من العينة من 7 أفراد أو أكثر، ورأس 29 في المائة من الأسر سيدات.
وأوضح الرصد أن متوسط الدخل الشهري يبلغ 50.7 دولاراً أميركياً للفرد الواحد، ما يشير إلى وجود فجوة بين متوسط الدخل والإنفاق الذي يقدر بـ69 دولاراً، ليكون ذلك سبباً إضافياً يدفع بالأطفال إلى سوق العمل، إذ أفاد 58 في المائة منهم بأنهم يعطون أجرهم لأهلهم.
وقال الوزير أبو سليمان لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تحديات عديدة تواجهنا في الوقت الحالي، ولكننا نعمل جاهدين على ترسيخ ودعم الجهود الهادفة إلى تطبيق قوانين مكافحة عمل الأطفال، وحمايتهم من الاستغلال من قبل أرباب العمل الذين يخالفون القانون".
وبالنسبة للتعليم، فإن 18.3 في المائة فقط من الأطفال العاملين منخرطون في شكل من أشكال التعليم، و58 في المائة ملتحقون بالمدارس الحكومية، واعتبر 51 في المائة من المحرومين من التعليم أن العمل هو العقبة الرئيسية.
وأظهرت النتائج المتعلقة بالأنشطة خارج العمل أن الأطفال لم تكن لديهم فرص لممارسة الأنشطة الترفيهية، وأفاد 94 في المائة منهم أنهم لم يسمعوا قط عن التدريب المهني في الزراعة، وأكد 61.8 في المائة من هؤلاء أنهم مهتمون بالخضوع لنوع من التدريب المهني ولكنه يستغرق وقتاً طويلاً، أو يشكل عبئاً مادياً، أو لأن عليهم قطع مسافة طويلة للوصول الى مراكز التدريب المهني.