دراسة تكشف أسرار "أقدم دماغ بشري" اكتُشف في بريطانيا

09 يناير 2020
يعتقد أنه لرجل من العصر الحديدي (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
كشفت دراسة جديدة عن سبب بقاء دماغ بشري عُثر عليه في بريطانيا سليماً، طيلة 2600 عام، رغم عدم تعمد حفظه، وقابلية أنسجة الدماغ للتحلل الذاتي.

ويطلق على الدماغ الذي عُثر عليه عام 2008 في منطقة هيسلينغتون بمدينة يورك في شمال يوركشاير شمالي إنكلترا، لقب "أقدم دماغ بشري في بريطانيا"، وأثار ذهول الباحثين من مؤسسة "يورك أركيولوجيكال تراست"، بعد اكتشافه سليماً، داخل جمجمة تعود لرجل يُحتمل أنّ رأسه قُطع قبل حوالي 2600 عام، في العصر الحديدي، وفقاً لموقع مجلة "جورنال أوف ذا رويال سوسييتي" الطبية البريطانية.

وكانت تلافيف الدماغ ما تزال سليمة في الكتلة ذات اللون البني المصفر، على الرّغم من أنّه من النادر العثور على أدمغة سليمة في جثث البشر، إلا إذا حُفظت عمداً، لأنّ الأنسجة اللينة التي تشكلها من أكثر الأنسجة تأثرًا بالتحلل الذاتي الذي يبدأ بعد الوفاة مباشرة، بسبب محتواها الكبير من المياه التي تعزز نشاط أنزيمات التحلل.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي نُشرت يوم الثلاثاء، في مجلة "جورنال أوف ذا رويال سوسييتي"، أنّ الحفاظ على بروتينات الدماغ البشري في درجة حرارة الجو العادية أمر يفترض أنه غير ممكن لآلاف السنين في الطبيعة، إلا أنّ دماغ هيسلينغتون هو الوحيد الذي اكتُشف أنه خرق هذه القاعدة حتى اليوم.

وكشف الباحثون أنّ نوعين من البروتينات في الدماغ يساهمان في الحفاظ على بنيته إن حُفظا بطريقة مناسبة، وأوضحوا أنّ هذين النوعين يوجدان عادة بتركيز أكبر في المنطقة الداخلية للمخ (المادة البيضاء)، وبتركيز أقل في المنطقة الخارجية (المادة الرمادية)، لكنّ حالة دماغ تشيسينغتون كانت عكس ذلك؛ إذ وجد نوعا البروتين بتركيز أكبر في المادة الرمادية، مما جعل الباحثين يعتقدون أنّ ذلك أعاق تحلل الدماغ من الخارج، وحافظ على بنيته الداخلية.

ولم يعثر الباحثون على أي دليل على استخدام آلية حفظ متعمد للدماغ، إلا أنهم يعتقدون أيضاً باحتمالية تسرب سوائل حمضية لداخل الدماغ، أعاقت نشاط أنزيمات التحلل، ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه السوائل قد لعبت دوراً في وفاة الرجل، أم أنها وصلت للمخ بعد الموت.

دلالات
المساهمون