دراسة أميركية: لا زواج من دون وظائف جيدة

09 سبتمبر 2016
إنجاب طفل يبعث على الرضا (جون مور/ Getty)
+ الخط -
خلصت دراسة أكاديمية، نشرت أخيراً، إلى أن التفاوت الكبير في الدخل، وما ينتج عنه من ندرة الوظائف ذات الدخل المتوسط، يعد السبب الرئيسي وراء الاتجاه المتزايد بين الشباب الأميركي للإنجاب خارج منظومة الزواج. وبالنسبة للعديد من الشباب يعد إنجاب طفل من أكثر الأمور الباعثة على الرضا والسعادة التي يمكن أن يتخيلوها، ولكنهم يعتقدون أن إنجاب طفل أمر إلزامي، بينما الزواج أمر اختياري.

الدراسة التي قام بها العالم الأميركي أندرو شارلين، وهو أستاذ بجامعة "جونز هوبكنز"، ونشرتها "المجلة الأميركية لعلم الاجتماع" تعدّ الأولى من نوعها في تعقب مسألة اتساع الفجوة في الدخل بين الأميركيين، وذلك ضمن اتجاه بحثي واسع النطاق، يفتش في تأثير ذلك التفاوت المادي على الخيارات الشخصية للأفراد حول تكوين أسرة. وقد انتهت الدراسة إلى أنه "كلما زادت الفجوة في الدخل، كلما قلّ عدد الشبان والشابات الذين يتزوجون قبل إنجاب الطفل الأول".

يتساءل شارلين: "هل يؤثر عدم المساواة في الدخل على قرار الشاب اليافع من الزواج وتكوين أسرة؟" فيما يجيب أستاذ السياسة العامة في كلية "كريجر للعلوم والفنون" بنيامين جريسوولد على السؤال قائلاً: "نعتقد أن الجواب هو نعم بالنسبة لأولئك الذين لم يتخرجوا من الجامعة، فالأماكن التي يسود فيها بشدة عدم المساواة في الدخل لديها وظائف أقل بالنسبة لهؤلاء الشباب. وهم لا يتوقعون أبداً أنهم سيحصلون على وظائف جيدة الراتب من النوع الذي يؤمّن الزواج وإنشاء أسرة. وحتى مع وجود وظائف جيدة فإن الزواج الناجح بعيد الاحتمال، فمعظم الشبان والشابات بدون شهادات جامعية يفضلون عدم الزواج قبل إنجاب الطفل الأول".

وجد شارلين وزملاؤه أن المناطق التي لا تنعم بتقارب الدخل تعاني من نقص شديد في الوظائف المتوفرة، بسبب الطلب المتزايد على بعض الوظائف التي لا تتطلب شهادات جامعية، وهي وظائف من شأنها أن تحافظ على الأسرة من الفقر، مثل موظفي المكاتب الصغار وعمال المصانع وحراس الأمن.

تجدر الإشارة إلى أن الفريق البحثي كان قد اختبر 9 آلاف شاب من الجيل المعروف باسم "جيل الألفية"، من عام 1997 عندما كانوا في عمر12- 13 سنة وحتى عام 2011 عندما صاروا في عمر 26 سنة وما فوق. وفي نهاية الدراسة كان 53% من الإناث و41% من الذكور قد أفادوا بأنهم أنجبوا طفلاً واحداً على الأقل خلال هذه الفترة، وأن 59% من أولئك المواليد كانوا خارج إطار الزواج بالنسبة للفتيان والفتيات الذين لم يتخرجوا من الجامعة بعد.

المساهمون