دبلوماسيون أميركيون يغادرون موسكو... وواشنطن تتوعد بعقوبات إضافية

لندن

إياد حميد

إياد حميد
05 ابريل 2018
82258DAD-78FB-49FE-8700-2A226722694C
+ الخط -
دخلت واشنطن على خط أزمة تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، كأحد أطراف الأزمة المتأثرين بها والفاعلين أيضاً، إذ بدأ اليوم دبلوماسيوها مغادرة موسكو، في وقت توعّدت فيه بفرض مزيد من العقوبات على الأخيرة. وبانتظار عقد جلسة لمجلس الأمن، اليوم الخميس، حول قضية العميل، أكّدت روسيا عدم تسلمها رسمياً نتائج أبحاث المختبر البريطاني العسكري في بورتون داون، بينما رفضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إجراء تحقيق مشترك بين موسكو ولندن. 

وغادر الدبلوماسيون الأميركيون صباح الخميس، سفارتهم في موسكو عائدين إلى الولايات المتحدة، بعد أن طردتهم روسيا رداً على إجراء مماثل من واشنطن بحق ستين دبلوماسياً روسياً إثر قضية سكريبال.

وذكرت "فرانس برس" أن عشرات الدبلوماسيين الأميركيين غادروا مع عائلاتهم السفارة، باكراً في ثلاث حافلات وباص صغير، إلى المطار، في اليوم الأخير الذي حددته لهم السلطات الروسية لمغادرة البلاد.

ومنذ تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا على أراضي المملكة المتحدة في 4 مارس/آذار بواسطة مادة تصيب الأعصاب من النوع العسكري تم تطويرها في الاتحاد السوفييتي بحسب بريطانيا، تشهد الساحة الدبلوماسية عمليات طرد متبادلة بين روسيا والدول الغربية. 

انتهاء المهلة التي حددتها موسكو لمغادرة الدبلوماسيين الأميركيين(فرانس برس)



وفي سياق التصعيد المتبادل، أعلنت مصادر مطلعة، لوكالة "رويترز"، أنّ "الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات على الطبقة الأوليغارشية التي تتحكم في الاقتصاد الروسي، وذلك في أقوى خطوة حتى الآن ضد نخبة رجال الأعمال بالبلاد"، ذاكرةً أن "العقوبات سيتم الإعلان عنها اليوم".




أبحاث المختبر البريطاني


من جهة ثانية، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأنّه لم يتم بعد تسليم روسيا رسمياً نتائج أبحاث المختبر البريطاني العسكري في بورتون داون حول "قضية سكريبال".

وقالت زاخاروفا "أكرر مرة أخرى أن التصريحات التي سمعناها من مختبر بورتون داون، لم يتم تسليمها لنا كمعلومات رسمية. ولا نزال نحصل على كل المعلومات من وسائل الإعلام".




رفض طلب روسي

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد رفضت أمس، طلباً روسياً لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا حول تسميم العميل المزدوج.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن مندوب موسكو لدى المنظمة الدولية (مقرها لاهاي) ألكسندر شولغين، قوله إن "روسيا والصين وإيران قدمت مشروع قرار إلى المجلس التنفيذي للمنظمة حول إجراء تحقيق مشترك في القضية مع بريطانيا، إلا أنه لم يحصل على عدد الأصوات المطلوب".

وأرجع شولغين رفض مشروع القرار إلى "موقف بريطانيا والولايات المتحدة والدول التي تحذو حذوها من أعضاء (حلف شمال الأطلسي) الناتو، والاتحاد الأوروبي، وحلفائهم في آسيا".

وفي السياق، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، أن المقترح لقي تأييد 6 أصوات فقط في جلسة تصويت خاصة بالمجلس التنفيذي للمنظمة الذي يضم 41 دولة.

من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، طلب روسيا المشاركة في التحقيق بأنه "مضحك".

وقال جونسون، في بيان، نقلته الوكالة الأميركية، إنّ "الغرض من الاقتراح الروسي المضحك، تقويض العمل المستقل والمحايد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

كما أوضح أن لدى روسيا هدفا واحدا منذ محاولة القتل التي نفذتها على أرض بريطانيا باستخدام سلاح كيميائي من الدرجة العسكرية، وهو "إخفاء الحقيقة وإرباك الشعب".



موسكو تتحدى ماي


وفي سياق التحرك الروسي، طلبت موسكو عقد جلسة لمجلس الأمن، اليوم الخميس، بشأن قضية تسميم سكريبال.

وجاء الطلب الروسي خلال جلسة للمجلس، أمس، حضرها مندوب موسكو الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إذ قال مخاطباً المجلس: "بتوجيه من حكومة روسيا، نطلب منكم عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن يوم غد لمناقشة رسالة صدرت عن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بخصوص حادثة سالزبوري (في إشارة إلى قضية سكريبال)"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية.

وتسعى روسيا في مجلس الأمن إلى تحدي رسالة كانت قد بعثت بها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والتي أعربت فيها عن ثقتها بأن روسيا هي من وراء تنفيذ الاعتداء.

وتأتي الثقة الروسية الحالية نتيجة لتخبط في التصريحات الصادرة عن الطرف البريطاني، والتي دفعت بعدد من المسؤولين البريطانيين إلى التراجع عن تصريحات صدرت عن جونسون، والتي أكّد فيها ثقة بلاده التامة عن مسؤولية روسيا عن الهجوم.

كما أقرت وزارة الخارجية البريطانية، بضغط من السفارة الروسية في لندن، بحذف تغريدات سابقة نشرتها تضم تصريحات "غير دقيقة" مماثلة لما قاله وزير الخارجية البريطاني.

وكان جونسون قد وضع بلاده في موقف محرج بعد أن أكد في مقابلة مع إذاعة "دويشته فيليه" الألمانية، الشهر الماضي، أنّ "المعلومات المخبرية توجه أصابع الاتهام بثقة إلى الجانب الروسي، بناء على محادثة أجراها مع العاملين في مخبر بورتون داون".

واستغلت المعارضة العمالية البريطانية تصريحات جونسون أيضاً للدفاع عن موقف زعيمها، جيريمي كوربن، الذي دعا إلى التمهل وعدم توجيه الاتهام إلى روسيا قبل انتهاء التحقيقات.

وقال كوربن: "إما أن وزير الخارجية يمتلك معلومات لا يشاركها مع بورتون داون، أو أنه كان يبالغ. لا أدري أيها، ولكني أعتقد أننا بحاجة إلى مقاربة هادئة ومسؤولة لهذا الأمر. يجب أن نجد مصدر هذه المعضلة لمنع تكرارها مجدداً"

وهاجم جونسون، بدوره، في تغريدة على "تويتر"، وقوف كوربن إلى جانب روسيا، قائلاً "لقد حدد بورتون داون المادة السامة للأعصاب على أنها نوفيتشوك ذات الاستخدام العسكري. وطورت روسيا طرقاً لاستخدام السم ضد الأفراد، وعلى الأغلب لاستخدامها في الاغتيالات، وذلك ضمن برنامج أنتج وخزن كميات قليلة من نوفيتشوك، لدى روسيا الدافع لاستهداف سيرغي سكريبال".


وكانت الحكومة البريطانية قد حاولت استدراك الوضع من خلال التأكيد على أن معلوماتها لا تقتصر على التحاليل المخبرية، التي بطبيعتها لن تحدد مصدر المادة، بل أيضاً على معلومات استخبارية سرية كانت قد شاركتها مع الدول التي وقفت إلى جانبها في حملة طرد الدبلوماسيين الروس.

دلالات

ذات صلة

الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
مؤتمر أسر المحتجزين الإسرائيليين الأميركيين في واشنطن، 18 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات أميركيين بين المحتجزين الإسرائيليين في غزة يحملون جنسية مزدوجة، يوم الأربعاء، بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
الصورة
مسرة في جامعة جورج واشنطن دعماً لفلسطين/22 أغسطس 2024(Getty)

سياسة

خرجت مسيرة احتجاجية في شوارع واشنطن، اليوم الأربعاء، تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
الصورة
المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية يحملون لافتة عن الجندي آرون بوشنل (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الاثنين ناشطون أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن للاحتجاج على الحرب على غزة، واستخدم المتظاهرون الأواني والصفارات ومكبرات الصوت مطالبين بوقف الإبادة