داود أوغلو: الحرب على "داعش" ليست تغييراً مُفاجئاً بسياستنا

28 يوليو 2015
داود أوغلو: الحرب المعلنة ليست تصفية حسابات داخلية(فرانس برس)
+ الخط -
أكّد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أنّ الحرب التي أعلنتها أنقرة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ليست عودة مفاجئة ولا تغييرا متأخرا في سياسات تركيا، قائلاً: "لقد كنّا دوما ضد أي وجود إرهابي على التراب السوري، لكن هذه المرة قتلت (داعش) 32 مواطناً تركياً، في بلدة سوروج، كما قتلت جندياً تركياً على الحدود، الأمر الذي جعل التحرك المباشر لإبعاد التنظيم عن الحدود أمراً لا بد منه".

ولفت داود أوغلو، في المقابلة التي أجرتها معه الإعلامية الأميركية كريستيان أمانبور في قناة (سي إن إن) الأميركية، إلى أنّ "الحكومة التركية كانت تطالب منذ مراحل مبكرة بإقامة منطقة آمنة ضمن الأراضي السورية لسببين أساسيين، وهي أن تكون ملجأ للمواطنين السوريين بعيداً عن غارات النظام السوري أو تواجد الجماعات الإرهابية، وأيضاً لتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة"، قائلاً: "والآن هو الوقت المناسب لإقامة هذه المنطقة ضد داعش بشكل خاص".

اقرأ أيضاًالعملية التركية: مناطق "خالية" وهجمات حتى تغيير موازين القوى

وفي هذا السياق، حدّد داود أوغلو تعريف قوات المعارضة السورية المعتدلة، التي سيتعامل معها التحالف على الأرض بثلاثة شروط، قائلاً: "بينما نقاتل (داعش)، يجب أن يكون لدينا استراتيجية لمستقبل سورية، وهذا يعني أن نساند قوات المعارضة السورية المعتدلة، أي القوات التي لديها تسامح واستيعاب لجميع المواطنين السوريين، والتي لم ترتكب أي جرائم إرهابية، والتي لا تتعاون مع قوات النظام السورية"، وبذلك باتت "جبهة النصرة" وجماعات المعارضة من السلفية الجهادية، وأيضاً قوات الاتحاد الديمقراطي خارج قوات المعارضة السورية المعتدلة، بل وتحولت إلى هدف أو عدو محتمل أو استراتيجي ما لم تغير من أدائها وتحالفاتها ورؤيتها لمستقبل سورية لتتوافق مع الرؤية التركية الأميركية الغربية.

وأكّد رئيس الوزراء التركي، أنّ "الرؤية التركية لصعود داعش لم تتغير، وما زالت ترى أن داعش - وإن كان سبباً في الأزمة الحالية - لكنه في النهاية نتاج فراغ السلطة، الذي سببه مقاربة النظام المتوحشة للأزمة السورية عبر استخدامه السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ضد المدنيين، إذ صدر داعش نفسه مدافعاً عن المواطنين بسبب الفشل الغربي وتأخره في التعامل مع النظام السوري"، قائلا: "علينا أن نقاتل ضد داعش، ولكن علينا أن نغير الموقف في سورية حتى لا تستطيع أي من المنظمات الإرهابية إحياء نشاطاتها مرة أخرى".

ومن جهةٍ ثانية، لفت داود أوغلو، إلى أنّ "الحرب المعلنة حالياً، هي ضد حزب "العمال الكردستاني" وليست ضد مواطني تركيا الأكراد"، قائلاً إنّ "الحرب الحالية هي ضد العمال الكردستاني وليست ضد مواطنينا الأكراد، إذ قتل الكردستاني العديد من أفراد الشرطة والجيش وأيضاً المدنيين، لذلك وجهنا قواتنا الأمنية إلى وجوب شنّ حرب متزامنة ضد مختلف النشاطات الإرهابية في البلاد".

ونفى داود أوغلو، أن تكون الحرب المعلنة هي تصفية حسابات سياسية داخلية ضد حزب "الشعوب الديمقراطي" (ذي الغالبية الكردية)، الذي شكل انتصاره في الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران الماضي، سبباً رئيسياً في خسارة "العدالة والتنمية"، للغالبية البرلمانية التي سمحت له بتشكيل الحكومة مُنفرداً لأكثر من 12 عاماً.

واعتبر أن "هذه الادعاءات هي مخالفة للواقع على الأرض تماماً، إذ إن انتخابات يونيو/حزيران أنتجت صورة سياسية مختلفة، ونحن الآن نحاول أن نشكل ائتلافاً، ولذلك لا بد من توحد كل الفاعلين السياسيين ضد الإرهاب، وأنا بصفتي رئيساً للوزراء دَعوت مختلف الأحزاب للتوقيع على إعلان مشترك ضد الإرهاب، وحده الشعوب الديمقراطي رفض ذلك، بل ورفض حتى إدانة عمليات العمال الكردستاني الإرهابية، التي أدت إلى مقتل أفراد شرطة وجيش، وذلك لأن لديهم بعض العلاقات مع العمال الكردستاني، إن الحرب ضد الكردستاني وليست ضد الشعوب الديمقراطي".

اقرأ أيضاًتركيا تبحث عن "الشريك السوري" في "المنطقة الخالية"

المساهمون