15 أكتوبر 2016
داعش أولاً، أم الأسد؟
فاروق شريف (سورية)
يقلل متابعون من شأنِ التدخل التركي السعودي المحتمل في سورية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، ويرون فيه تجاهلاً واضحاً لرأس الإرهاب الأول، بشار الأسد ونظامه، طالما أنَّ هذا التدخل موجه بزعمهم فقط لقتال تنظيم الدولة، من دون سواه، بيـْدَ أنّ ما يغفل عنه المتابعون هو الفائدة الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية التي ستعود علی الثورة، في حال قضت علی تنظيم الدولة الدول الداعمة للثورة السورية حصراً، وبالتدخل البري أيضاً، وفي الوقت نفسه، لا فائدة ترجی من أي تدخل عسكري، يستهدف النظام دون التنظيم، خصوصاً أنّ النظام تحت مظلة دولة عظمی، مثل روسيا التي شرعن العالم تدخّلها، طالما أنّ حجتها بمقاتلة تنظيم الدولة موجودة.
بطبيعةِ الأمر، صار واضحاً أنّ تنظيم الدولة أصبحَ "جوكر" في اللعبة الدولية، إذ يتم استثمارهُ من جميعِ الأطراف، لتحقيق هدفها الأساسي، كيف لا وهو العدوّ الأول للعالمِ أجمعَ، هذا العالمُ الذي صار يعلّقُ الأوسمةَ لكلّ فصيلٍ عسكريّ يقاتله، ويمنحه صكَّ براءةٍ من الإرهاب، ولو ارتكبَ كلّ الموبقات.
من يقللون من خطورةِ تنظيم الدولة علی الثورة يتناسون الخريطة العسكرية لتنظيم الدولة العام الفائت، والشريط الحدودي الذي كان يسيطر عليه مع تركيا، والذي يمتدّ إلى أكثر من 300 كيلو متر، بعد أن كان يخضع لسيطرة الثوار، وترفرف عليه أعلام الثورة، وها هو اليوم صار مرتعاً للقوات التي تعادي الثورة، كما أنّهم غافلون عن التشابك الجغرافي المعقّد بين أراضي الثوار وتنظيم الدولة وقوات الأسد، كما هو الحال في شمال حلب، وبعض المناطق في درعا وغوطة دمشق، بحيث يبقی التنظيم هو المؤرّق الأول للثوار في عملياتهم العسكريّة، وذلك ما حصل تماماً قبلَ أيّام، عندما تمكن النظام من فكّ الحصار عن نبل والزهراء وفصل حلب عن شمالها بعد تمكنه من فك الحصار عن مطار كويرس، وسيطرته علی مناطق تصل إلى مدينة الباب الإستراتيجية، إضافة إلى الضغط الذي تعرض له الثوار من التنظيم شرقاً وقوات الاتحاد الديمقراطي الكردي غرباً، وبالطريقة نفسها حصل ذلك في الغوطة والقلمون.
لازال التنظيم، على الرغم من خسائره، يسيطر علی مساحات واسعة من سورية، بل تعدّ الأكبر مقارنة مع غيره، وأغلبها استولی عليها بعد تحريرها من النظام، يضاف إلى ذلك ما فيها من بعد اقتصادي وبشري لسورية، ففيها آبار النفط والمحاصيل الزراعية، وخصوصاً القمح الذي يعدّ عصب الحياة، وأكبر السدود المائية المتحكمة بالكهرباء، مثل سد الفرات، وسد تشرين قبل ضياعه من قبضة التنظيم.
لفهم أهمية التدخل العسكري وأولويته ضد التنظيم لصالح الثورة، علينا أن نتذكر كيف تمكن الثوار، على الرغم من انحسار خريطتهم من تحرير إدلب ومعظم الغاب ودرعا بمفردهم؛ فكيف لو وقعت كل أراضي التنظيم تحت سيطرتهم؟
حكماً سيشكلون قوة عسكرية، وامتداد جغرافي واسع متّصل من شأنهِ أن يجعلهم قوة منظمة، تستفيد من الثروة الاقتصادية الهائلة في أراضي التنظيم، والتي يسعی الروس إلى تدميرها، بدلاً من أنْ يكونوا جغرافياً أشبه بخلجان وجداول متعرجة ضمن الأراضي السورية.
يبقی أن نعرف أن القضاء علی التنظيم أسهل بكثير من محاربة نظام الأسد في الوقت الراهن، بسبب وجود الحاضنة الشعبية المؤيدة للثورة في مناطق التنظيم، وارتياح كثيرين المنضوين تحت راية التنظيم لأي قوی سنية تحارب نظام الأسد.
القضاء علی تنظيم الدولة يرأب الصدع الديني بين كل الفصائل، ويفتح مساحات واسعة للدور التثقيفي المستند علی فهم صحيح للثوابت الدينية، بحيث يوفّر جهداً كثيراً مطلوباً لإعادة التأسيس الفكري اللازم لمرحلة ما بعد الأسد.
بطبيعةِ الأمر، صار واضحاً أنّ تنظيم الدولة أصبحَ "جوكر" في اللعبة الدولية، إذ يتم استثمارهُ من جميعِ الأطراف، لتحقيق هدفها الأساسي، كيف لا وهو العدوّ الأول للعالمِ أجمعَ، هذا العالمُ الذي صار يعلّقُ الأوسمةَ لكلّ فصيلٍ عسكريّ يقاتله، ويمنحه صكَّ براءةٍ من الإرهاب، ولو ارتكبَ كلّ الموبقات.
من يقللون من خطورةِ تنظيم الدولة علی الثورة يتناسون الخريطة العسكرية لتنظيم الدولة العام الفائت، والشريط الحدودي الذي كان يسيطر عليه مع تركيا، والذي يمتدّ إلى أكثر من 300 كيلو متر، بعد أن كان يخضع لسيطرة الثوار، وترفرف عليه أعلام الثورة، وها هو اليوم صار مرتعاً للقوات التي تعادي الثورة، كما أنّهم غافلون عن التشابك الجغرافي المعقّد بين أراضي الثوار وتنظيم الدولة وقوات الأسد، كما هو الحال في شمال حلب، وبعض المناطق في درعا وغوطة دمشق، بحيث يبقی التنظيم هو المؤرّق الأول للثوار في عملياتهم العسكريّة، وذلك ما حصل تماماً قبلَ أيّام، عندما تمكن النظام من فكّ الحصار عن نبل والزهراء وفصل حلب عن شمالها بعد تمكنه من فك الحصار عن مطار كويرس، وسيطرته علی مناطق تصل إلى مدينة الباب الإستراتيجية، إضافة إلى الضغط الذي تعرض له الثوار من التنظيم شرقاً وقوات الاتحاد الديمقراطي الكردي غرباً، وبالطريقة نفسها حصل ذلك في الغوطة والقلمون.
لازال التنظيم، على الرغم من خسائره، يسيطر علی مساحات واسعة من سورية، بل تعدّ الأكبر مقارنة مع غيره، وأغلبها استولی عليها بعد تحريرها من النظام، يضاف إلى ذلك ما فيها من بعد اقتصادي وبشري لسورية، ففيها آبار النفط والمحاصيل الزراعية، وخصوصاً القمح الذي يعدّ عصب الحياة، وأكبر السدود المائية المتحكمة بالكهرباء، مثل سد الفرات، وسد تشرين قبل ضياعه من قبضة التنظيم.
لفهم أهمية التدخل العسكري وأولويته ضد التنظيم لصالح الثورة، علينا أن نتذكر كيف تمكن الثوار، على الرغم من انحسار خريطتهم من تحرير إدلب ومعظم الغاب ودرعا بمفردهم؛ فكيف لو وقعت كل أراضي التنظيم تحت سيطرتهم؟
حكماً سيشكلون قوة عسكرية، وامتداد جغرافي واسع متّصل من شأنهِ أن يجعلهم قوة منظمة، تستفيد من الثروة الاقتصادية الهائلة في أراضي التنظيم، والتي يسعی الروس إلى تدميرها، بدلاً من أنْ يكونوا جغرافياً أشبه بخلجان وجداول متعرجة ضمن الأراضي السورية.
يبقی أن نعرف أن القضاء علی التنظيم أسهل بكثير من محاربة نظام الأسد في الوقت الراهن، بسبب وجود الحاضنة الشعبية المؤيدة للثورة في مناطق التنظيم، وارتياح كثيرين المنضوين تحت راية التنظيم لأي قوی سنية تحارب نظام الأسد.
القضاء علی تنظيم الدولة يرأب الصدع الديني بين كل الفصائل، ويفتح مساحات واسعة للدور التثقيفي المستند علی فهم صحيح للثوابت الدينية، بحيث يوفّر جهداً كثيراً مطلوباً لإعادة التأسيس الفكري اللازم لمرحلة ما بعد الأسد.
مقالات أخرى
31 مايو 2016
20 ابريل 2016
08 ابريل 2016