دار الأوبرا: وقائع زيارة رئاسية

14 يناير 2016
(من الحادثة)
+ الخط -

كثيراً ما يلاحق النظام المصري توصيف "حكم العسكر"، الذي راج أيام "25 ثورة يناير"، بينما يحاول من جهته إثبات الجانب المدني منه، خصوصاً مع اهتزاز الشرعية السياسية بعد انقلاب 2013. كل هذه المحاولات سرعان ما تسقط أقنعتها ممارسات من هنا وهناك.

كاد حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دار الأوبرا يوم السبت الماضي ضمن الاحتفال بـ "يوم الشباب الوطني" يمر بهدوء لولا الصور التي نشرها موسيقيون على صفحات التواصل الاجتماعي تبيّن العبث بأغراضهم، من آلات موسيقية وأوراق، في إحدى قاعات دار الأوبرا، فيما لم يكن الأمر سوى عملية تفتيش و"تأمين للمكان".

مسئولون عن دار الأوبرا، ورفعاً للحرج، قالوا بأن الحرس الرئاسي طلب تسليم كل مفاتيح القاعات والدواليب أيضاً بشكل مسبق، إذ سيستلم المقر بالكامل يوم زيارة الرئيس، غير أن القاعة التي شهدت الحاثة تركت مغلقة ما أثار حولها الشبهات.

تبدو هذه التفسيرات محاولة لتليين الزوايا الحادة ليس إلا، ولكن من ورائها نقرأ تسليماً بمثل هذه الإجراءات الأمنية التي باتت من الأمر الواقع.

من جانب آخر، نتساءل: ألم يفكر من قاموا بالعبث بالقاعة في أن الصور ستلتقط وتنشر؟ لعل هناك من يرى أن هذا بالضبط هو المطلوب: إشعار الناس بالعنجهية، والقدرة على البطش وبدون سبب. نفهم أكثر لماذا تظل كلمة "حكم العسكر" ملتصقة بالنظام المصري.


اقرأ أيضاً: براءة أحمد ناجي.. فرصة للتهليل 

دلالات
المساهمون