داخل السرب

19 مايو 2015
سبهان آدم / سورية
+ الخط -

يعود الجدل في الجزائر حول علاقة المثقف بالسلطة، بعد التعديل الحكومي الأخير الذي عُيّن فيه الشاعر عزالدين ميهوبي وزيراً للثقافة، وهو الذي صرّح في أكثر من مناسبة بأنه مثقف السلطة.

الواقع أنّ وصف المثقف لنفسه بأنه مثقف السلطة ليس أمراً جديداً، ولا بد أن يمتلك المثقف الشجاعة ليصرّح بذلك، ولاسيما أنّ السلطة في الجزائر تواجه انتقادات شديدة، بسبب التخبطات والفشل في ملفات سياسية وتنموية واجتماعية، ناهيك عن مدى شرعيتها، في ظل غياب الرئيس المريض.

من حق ميهوبي أو غيره أن يفتخر بأنه مثقف السلطة، لكن عن أي سلطة يتحدث؟ وما الذي يمكن أن يضيفه إلى الثقافة في ظل نظام لم يعط للثقافة مكانتها الفعلية يوماً، إذا استثنينا الطابع الفلكلوري والكرنفالي للتظاهرات الثقافية التي تقام هنا وهناك من دون أن يكون لها مردود ثقافي ملموس.

لا يملك المثقف المحسوب على السلطة، تصوراً حقيقياً للثقافة، خارج المعطى السياسي والأيديولوجي الآني الذي غرضه تلميع صورة النظام، ومحاولة تفتيت البنيات العميقة للفعل الثقافي.

مثل هذا لا يحدث إلا في ظل منظومات سياسية ترى في الثقافة أداة لتدجين الوعي لا لتحريره. يتم هذا بمساعدة نخب ضائعة بين الولاء والتهميش.

دلالات
المساهمون