خيبة أمل إسرائيلية من الاتفاق الروسي الأميركي الأردني في جنوب سورية

13 نوفمبر 2017
إسرائيل طالبت بإبعاد القوات الإيرانية عن الحدود (جلاء ماري/Getty)
+ الخط -

اعتبر مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، اليوم الإثنين، أنّ امتناع إسرائيل، حتى الآن عن التعليق على الاتفاق الثلاثي: الروسي الأميركي الأردني، بشأن وقف إطلاق النار في جنوب سورية، لا يعكس حقيقة الموقف الإسرائيلي الرسمي؛ وهو خيبة الأمل.

وأوضح أنّ خيبة الأمل هذه تعود، إلى عدم إدراج الاتفاق للمطالب الإسرائيلية بشأن إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، إلى مسافة 50 كيلومتراً على الأقل من الحدود مع الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية.

وقال هرئيل "إنّه على الرغم من أنّ النص الرسمي للاتفاق المذكور، تحدّث عن وجوب مغادرة، أو خروج كافة القوات الأجنبية من سورية، إلا أنّه لم يحمل جدولاً زمنياً محدداً لتطبيق هذا البند، بينما تضمن التفاهمات السرية بين الأطراف الثلاثة، إبعاد الإيرانيين والمليشيات لمسافة قصيرة نسبياً، وهو ما يثير قلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. لا سيما أنّه يبدو حالياً أنّ الدول العظمى لا تبدي مؤقتاً استعداداً حقيقياً لإخراج الإيرانيين من سورية، ومن جنوبها على وجه التحديد".

ووقّع ممثلون عن الأردن والولايات المتحدة وروسيا، أول أمس السبت، في العاصمة عمّان، مذكرة مبادئ لتأسيس منطقة خفض التصعيد المؤقتة في جنوب سورية، لكنّها لم تبين المناطق التي سيشملها. وجاء الاتفاق الجديد، بعد أشهر من توصّل الأطراف الثلاثة لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية.

وكانت القناة الإسرائيلية الثانية، قد أشارت في هذا السياق، أمس الأحد، إلى أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوت، التقى سرّاً، الخميس الماضي، بقائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كيرتيس سكاباروتي، في جلسة شارك فيها أيضاً رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال العقيد رام يفني، ورئيس قسم العلاقات الخارجية إيرز مايزل، وتمحورت بالأساس حول الملف السوري، والتحرّكات الإيرانية في المنطقة.

وبحسب هرئيل، فإنّ حقيقة هذا اللقاء الذي يأتي بعد أسبوعين من لقاء سابق بين الرجلين، تشير إلى مدى القلق الإسرائيلي من التحركّات الأخيرة، خاصة في ضوء تقرير لتلفزيون "بي بي سي"، حول بناء إيران سرّاً قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق، وهو ما دفع بوزير أمن الاحتلال أفيغدور ليبرمان إلى التصريح، أول أمس السبت، بأنّ "إسرائيل لن تسمح بتكريس المحور الشيعي في سورية كخط هجومي أول".

وقد ردّد مسؤولون إسرائيليون، تصريحات مشابهة، في سلسلة لقاءات مع أطراف دولية مختلفة، (أميركية وروسية وأوروبية) بما يبدو أنّها محاولات إسرائيلية، لتوجيه رسائل علنية وأخرى سرية لإيران (بفعل القلق من التحرّكات الإيرانية الأخيرة بعد استثمارها للنجاح الذي حقّقته قوات النظام السوري وحلفاؤها على الأرض السورية) تفيد بأنّ إسرائيل ستعتبر بعض التحرّكات والخطوات الإيرانية، في حال تواصلها، اجتيازاً للخطوط الحمراء، وبالتالي ستدرس تفعيل القوة العسكرية لإحباطها.

لكن هذه الرسائل الإسرائيلية، لم تلقَ إلا تجاوباً جزئياً لا غير، كما تجلّى في الاتفاق الروسي الأميركي الأردني الأخير، فروسيا التي كانت أبدت في مرحلة سابقة تجاوباً مع المصالح الإسرائيلية، عادت وتراجعت عن قبول المطالب الإسرائيلية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، مع الإعلان عن اتفاق مناطق خفض التصعيد في جنوب سورية.

وكانت إسرائيل قد طالبت بأن ينص الاتفاق على إبعاد القوات الإيرانية مسافة 50-60 كيلومتراً عن الحدود مع هضبة الجولان المحتل، وبدا أنّ روسيا على استعداد لدراسة المطالب الإسرائيلية، إلا أنّها عادت ووافقت في الصيغة النهائية، على إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، مسافة 5 كيلومترات فقط.

ولفت هرئيل، إلى أنّه أُرفقت بالاتفاق الجديد، خريطة لمناطق خفض التصعيد في سورية، إلا أنّها لا تزال سرية، مع ذلك يبدو أنّ القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، ستتموضع، بحسب هذه الخريطة، على مسافة 20 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، و5 كيلومترات في بعض المواقع الأخرى.

المساهمون