خوان غويتيسولو: "ثربانتس" على مضض

24 ابريل 2015
قبل استلام الجائزة أمس (تصوير: إدواردو بارّا)
+ الخط -

في خطاب هو الأقصر والأكثر سياسيةً في تاريخ جائزة ثربانتس، أعلن خوان غويتيسولو (1931) أمس الخميس بمناسبة استلامه لها (فاز بها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي)، أنّ "ثناء المؤسسة الأدبية عليّ يقودني دائماً إلى الشك في نفسي".

وقال "إنّ العودة إلى ثربانتس واتخاذ جنون الدون كيخوته كشكل أعلى من التعقل، هو الدرس المستفاد من الرواية. وإذا ما قُمنا بذلك، فإننا لن نتهرّب من الواقع السيئ المحيط بنا، لكننا على العكس يجب أن نضع قدمنا داخله".

وأضاف صاحب "إسبانيا في مواجهة التاريخ: فك العُقد": "إنه مثلما كان يحدث لشخصية الـ"كيخوته"، فإن القراء المتأثرين بهذه الرواية، لا يستسلمون لعالمٍ تضربه البطالة والفساد والفروق الاجتماعية المتنامية، مثل عالمنا الحالي".

ورفض غويتيسولو ارتداء الزي الرسمي للفائزين، وآثرَ ارتداء السترة التي يحضر بها في المناسبات العامة مع ربطة عنق قديمة.

وفي عشر دقائق فقط، هي مدة الخطاب، دعا الكاتب ذو الـ 84 عاماً إلى أمرين: العدالة الاجتماعية، والتركيز على الجانب الإنساني غير المعروف لثربانتس.

كذلك كرّر التأكيد على إعجابه بالرواية، مشيراً إلى أنه "يرى قوتها في تجاوز الحدود والعصور". وقال: "نحن المتأثرون بأول كاتب لنا لا يمكن أن نستسلم للظلم".

وفي إشارة واضحة إلى تأييده لحزب "بوديموس" اليساري الصاعد بقوة، قال غويتيسولو: "نقولها بصوت عال وواضح: إننا قادرون على التغيير".

كذلك أكّد صاحب "الإشارات" و"مطالبات الكونت السيد خوليان" أنّ "أسباب السخط متعددة والكاتب لا يستطيع تجاهلها من دون خيانة نفسه". وأبدا غضبه من "الأزمة الثلاثية: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومن البطالة والفساد وانعدام الأمن، وتزايد الفوارق الاجتماعية وهجرة الشباب إلى الخارج".

واستشهد الكاتب بعبارة شهيرة للشاعر فرناندو بيسّوا، قال فيها: "أحمل في داخلي الإقرار بالهزيمة مثلما أحمل راية النصر".

يُشار إلى أنّ مقداراً من النميمة والتخمينات شاع في الوسط الثقافي الإسباني، حدّ القول باحتمال أن يرفض خوان الجائزة. لكن الروائي المقيم في مراكش، أنهى بحضوره وبخطابه معاً، كل تلك التخمينات.

المساهمون