في المقابل، قالت مصادر عراقية في بغداد والبصرة لـ"العربي الجديد"، إن خلافات حادة داخل الحزب نشبت منذ عدة أسابيع على خلفية ملفات فساد، وتجاوزات لعدد من أعضاء الحزب وأقربائهم في البصرة وبغداد ومدن أخرى جنوبي البلاد، عدا عن تراجع واسع في شعبية الحزب بالبصرة ومدن أخرى، ما دفع المرجع اليعقوبي إلى التوجيه بإعادة هيكلة الحزب من أجل "تصفية العناصر السيئة والمتهمة بالفساد والإثراء الفاحش"، خاصة أن الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات (الحكومات المحلية) باتت على الابواب.
وتعرضت قيادات في حزب الفضيلة، في وقت سابق، لاتهامات بالسيطرة على المنافذ الحدودية في البصرة، والإشراف على عمليات التهريب.
ووفقا لقيادي بارز في تحالف "البناء"، وهو المعسكر السياسي الذي يتحالف معه حزب الفضيلة داخل البرلمان العراقي، لـ"العربي الجديد"، فإن قيادات داخل الحزب توصلت إلى وجوب تنفيذ "حملة تصحيح كبيرة" داخله بعد اتساع رقعة المتورطين بالفساد، مبينا أن "هناك أحزابا وكتلا سياسية كثيرة داخل العراق بحاجة أكثر من الفضيلة إلى عملية تطهير داخلها".
واعتبر أن "الخطوة كانت ستكون مهمة لو تم تفعيل قانون الأحزاب، لكن هذه الفوضى الحزبية بالعراق عطلت تطبيق كثير من القوانين تتعلق بعمل الأحزاب ومصادر تمويلها، والكشف عن ذمم أعضائها المالية".
وكانت سائل إعلام محلية قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن المرجع اليعقوبي أمر بحل "حزب الفضيلة"، داعيا أتباعه إلى "العمل بعيدا عن الأحزاب الطائفية الفاسدة".
وأشارت إلى أنه أمر أيضا بإغلاق جميع مكاتب "الفضيلة" في العاصمة بغداد، وبقية المحافظات، موضحة أن اليعقوبي أبقى على كتلة "النهج الوطني" التي تمثل الحزب في البرلمان، وهو ما سارع إلى نفيه عضو الكتلة جمال المحمداوي، الذي قال إن "أصل الموضوع هو هيكلة وإغلاق المكاتب لأغراض تنظيمية"، مؤكدا في بيان أن المواقف السياسية لـ"الفضيلة" تضطلع بها كتلة "النهج الوطني" منذ تشكيلها قبل نحو نصف عام.
وتأسس حزب الفضيلة مطلع تسعينيات القرن الماضي، وشارك بما يطلق عليها "الانتفاضة الشعبانية" ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وبعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 شارك في العملية السياسية، وتمكن من تكوين مناطق نفوذ في البصرة وخارجها جنوب العراق، فضلا عن العاصمة بغداد، وحصل في انتخابات 2018 على ثمانية مقاعد في البرلمان بعد أن اشترك في العملية الانتخابية ضمن ائتلاف النصر، بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قبل أن يستقل ليشكل كتلة "النهج الوطني".