خلافات الحوثي وصالح بخطابات الأضحى: هجوم هادي.. وحديث الاحتواء

01 سبتمبر 2017
انتشار أمني في صنعاء (محمد هويس/ فرانس برس)
+ الخط -
تصدرت خلافات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحزب "المؤتمر"، والذي يتزعمه الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، مواضيع خطابات عيد الأضحى السياسية، اليوم الجمعة، بما فيها كلمة الرئيس عبدربه منصور هادي، على الرغم من حديث الطرفين المستمر عن احتواء الملابسات التي تصاعدت معها المخاوف من صدام مسلح، خلال الأسبوع الماضي، غير أن الاحتواء لا يزال حذراً في ظل غياب وجود مؤشرات وخطوات عملية على نحو كافٍ، يمكن معه الحكم بحل أسباب الخلاف أو نزع فتيل التوتر على الأقل.


وأفادت مصادر محلية وسكان، لـ"العربي الجديد"، بأن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت في أول أيام العيد، انتشاراً أمنياً لقوات بعضها يرفع شعار الحوثيين، وخصوصاً قرب المنتزهات والمساجد التي يقصدها المواطنون خلال العيد، في إطار خطة خاصة بتأمين العاصمة خلال "عيد الأضحى"، غير أن الانتشار لم يخلُ من الدلالات السياسية عقب التوتر الذي شهدته صنعاء، أخيراً.


وكان هادي، في خطابه الذي بثه، بمناسبة عيد الأضحى، مساء الخميس، قد تطرّق لأول مرة للخلافات الحاصلة بين الحوثيين وحزب صالح، متحدثاً إلى من سماهم بـ"أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي وآبائي وأمهاتي في العاصمة صنعاء"، قائلاً "كونوا على ثقة أننا لن نترككم فريسة سهلة وضحايا لصراع تحالف الشر الانقلابي فيما بينهم، فنحن ماضون وبأسرع مما يتصورون لتحرير صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لرفع المعاناة والظلم والذل والمهانة التي يعيشها شعبنا تحت سيطرة هذه العصابة الدموية".




وخاطب هادي من وصفه بـ"تحالف الشر الانقلابي"، بأن "مقامرتكم بدماء شعبنا قد وصلت مداها ولم تدخروا شيئاً لتظهروا على حقيقتكم الانتقامية والتدميرية لهذا الوطن، وما خلافكم اليوم فيما بينكم على حقوق شعبنا وأمواله المنهوبة بأيديكم الآثمة، والذي أوصل غطرستكم وعنجهيتكم إلى حرب بعضكم وسط شوارع عاصمتنا الحبيبة صنعاء، غير آبهين بحياة المواطنين الذين كبدتموهم مختلف صنوف المعاناة وتختمونها بالصراع المسلح والدموي في أوساطهم"، إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت منذ أسبوع، في إحدى النقاط الأمنية التي أقامها الحوثيون واشتبكوا فيها مع موالين لصالح.


على الجانب الآخر، حضرت خلافات الحوثيين وحلفائهم، في خطاب، رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، واجهة أعلى سلطة للانقلابيين في صنعاء، صالح الصماد، إذ تحدث عن المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مع استمرار ما وصفه بـ"العدوان الغاشم"، بقيادة السعودية، وانتقل للحديث عن الخلافات، قائلاً "لقد عشنا وعاش المواطنون معنا خلال الأسبوعين الماضيين مرحلة صعبة للغاية، وأجواء غير مسبوقة من القلق والتوتر السياسي والأمني، كادت أن تمس جوهر وروح الشراكة بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان، وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله".


وأشار الصماد، والذي يترأس المجلس المؤلف بالمناصفة بين الشريكين، إلى أن ما وصفه بـ"الخطاب الإعلامي غير المسؤول، وبعض التصريحات والتصرفات من هذا الطرف أو ذاك، بقصد أو من دون قصد"، ساهم "في تأزيم الموقف والدفع بالأوضاع نحو حافة الهاوية"، لكنه استدرك بالقول إنه بـ"فضل الله تعالى، وبفضل الخيرين والعقلاء من أبناء الوطن، تم إفشال رهان قوى الشر والعدوان في الداخل والخارج، وتم احتواء الموقف، وتجاوز هذا المنعطف الحرج بنجاح".


وبالإضافة إلى ذلك، تحدث الصماد عن أن "هناك توافقاً كبيراً وعلى أعلى المستويات لتقييم المرحلة والاستفادة من الأحداث والتحديات الأخيرة التي كشفت عن بعض جوانب الخلل والسلبيات التي رافقت مسيرة العمل السياسي والرسمي وإدارة الشراكة بشكل عام، وتحويل هذه التحديات إلى فرص، ونقطة انطلاق لتعزيز هذه الشراكة وتعميقها". وتابع "هناك عمل جارٍ على قدم وساق في هذا الجانب، وسنلمس نتائجه قريباً، وانعكاساته على مستوى الأداء والتحول النوعي في مجريات العمل الميداني والعسكري وسير المعارك في مختلف الجبهات وبالأخص جبهة ما وراء الحدود (إشارة إلى الحدود مع السعودية)".


وبالتزامن، حملت تصريحات زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بمناسبة عيد الأضحى، إشادة بالقوى التي قال إنها تتصدى لما وصفه بـ"العدوان"، وفي طليعتها "أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام"، وفي المقابل، اعتبر حزب صالح في ختام اجتماعه عقدته "اللجنة العامة" (المكتب السياسي للحزب)، يوم الخميس، أن ما جرى في "جولة المصباحي" (أحداث الاشتباكات في النقطة الأمنية منذ أسبوع)، كان بـ"مثابة جرس إنذار للخطر الذي يخطط له ويستفيد منه تحالف العدوان" على حد وصفه، وأكد في الوقت ذاته تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي عقدته قيادات من الطرفين قبل أيام.


وعلى الرغم من حديث الطرفين (الحوثيين وحزب صالح) عن احتواء الخلافات وعن الحرص على عدم "شق الصف"، والذي يستفيد منه التحالف بقيادة السعودية والإمارات، تبقى التطمينات والتصريحات في هذا الاتجاه، غير كافية لتصبح مؤشراً حقيقياً على حل الأزمة العميقة بين الطرفين، والتي تكشفت الأسابيع الماضية، على أعلى المستويات، وصولاً إلى اشتباكات محدودة في إحدى النقاط الأمنية بصنعاء، ومن الواضح أن هناك حرصاً من قبل الطرفين على التهدئة، وتبقى الإجراءات العملية التي تثبت هذا التوجه، هي الاختبار الحقيقي لما تقوله الخطابات.







المساهمون