ونظمت الوزارة، اليوم الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا في مقر الوزارة، بحضور المحافظين والمسؤولين عن المناطق التي تعتبر مهددة وذات أولوية، للنظر في أبرز النقائص وآليات التدخل في حالة حدوث فيضانات.
وقال وزير البيئة والشؤون المحلية، مختار الهمامي، إنّ التغيرات المناخية التي أصبحت تشهدها تونس تحتم التحرك ووضع خطة عمل للوقاية من الفيضانات، مضيفا أنه بحسب الأرصاد فإن تونس ستشهد، غدا الأربعاء، تقلبات مناخية ويتوقع ارتفاع منسوب المياه، وقد تكون أكثر من النسق العادي ولذلك لابد من الاحتياط، مشيرا إلى أنه لا بد من تحديد النقاط الزرقاء التي تشكل خطرا، ويمكن للمحافظين وضع الأولويات وبرنامج عمل وتحديد الهياكل المتدخلة داخل الأحياء من أجل المياه ورفع الفضلات التي تشكل عائقا، وأيضا حماية المنازل من ارتفاع منسوب المياه.
وأوضح أن التدخلات يجب أن تكون خارج الأحياء وبمحيط الأحياء السكنية، وأنه لابد من تحديد معدات التدخل من آلات الشفط ومضخات المياه، إلى جانب توعية الناس بوضع الفضلات في أكياس بلاستيكية، وتوزيعها على المنازل لهذا الغرض.
وأشار إلى أنه سيتم تحديد المتدخلين والدعوة إلى التضامن بين البلديات والمحافظات والتنسيق فيما بينها، لافتا إلى أن هذا التضامن مبدأ دستوري.
وشدد على ضرورة إحداث قاعة عمليات مصغرة، ستبدأ في أريانة باعتبارها منطقة منكوبة، إلى جانب لجنة تهتم بالفيضانات، مشيرا إلى أنه لابد من التواصل بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني.
وردّا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الخطط على المدى البعيد، قال وزير البيئة، إنّ هذه الحلول ظرفية وللوقاية خلال الساعات القادمة، لكن يتم العمل على إتمام دراسة من المنتظر أن تجهز في العام 2020 وتتعلق بالمشاكل الهيكلية، وهي البناء العشوائي والطرقات والضغط الموجود على قنوات تصريف مياه الأمطار والأشغال، التي لا تأخذ بعين الاعتبار التجمعات السكانية، مضيفا أن المناخ يشهد عدة تغييرات وقد تحصل فيضانات في فرنسا وإسبانيا وأكثر الدول تطورا، لكن لا بد من الاستعداد وتوفير الآليات لمجابهة الفيضانات ووضع خطة عمل على المدى القصير والبعيد.
فيما أوضح محافظ أريانة، التي عرفت فيضانات مؤخرا، مختار النفزي، أن هناك نقاطا سوداء ببسكرة ورواد وأريانة وعدة أحياء ذات أولوية، وكلما هطلت الأمطار تجمعت المياه فيها، مبينا أن ما حصل مؤخرا في أريانة يستدعي توفير التجهيزات للتدخل السريع.
وبين النفزي خلال المؤتمر، أن كميات الأمطار تبلغ أحيانا 120 مم في ظرف وجيز ما يستدعي التدخل العاجل، مؤكدا أن الإمكانيات والمعدات الحالية غير كافية للتدخل وشفط المياه ولابد من تحذير المواطنين مسبقا وإعلامهم لأخذ احتياطاتهم. ودعا إلى توفير المعدات اللازمة وبصفة عاجلة بحي المستقبل والنزهة وبرج الوزير ورواد، مضيفا أن التنسيق موجود ولكن الإشكال يكمن في المستلزمات.
وقالت محافِظة منوبة، رجاء الطرابلسي، إن بعض الأحياء تشكل نقاطا صعبة في حال التساقطات المطرية الغزيرة (نهج الفلاحة والكفاح ودوار هيشر وحي النجيمة) لمحاذاتها للأودية، ما يشكل خطرا، مؤكدة أنه لا بد من متنفس ووضع مجار لتسريب المياه، ومشيرة إلى أن الإشكال يكمن في الطرقات العشوائية والحزام الدائر بدوار هيشر.
وبين محافظ بن عروس، علي سعيد، أنه لا بد من ثقافة الاستباق، إذ تكون هناك استعدادات تسبق الكوارث المناخية لضمان سرعة التدخل وتوفير المعدات، وتونس مطالبة اليوم بتوفير التجهيزات الجديدة التي تتماشى وحجم الأمطار.
وأضاف أن من النقاط السوداء شارع الجمهورية برادس وحي الملاحة وشارع الحبيب بورقيبة وسيدي رزيق بالقرب من معهد القضاء وبالمحمدية وفوشانة التي تشهد ركودا مستمرا لمياه الأمطار.
ودعت وزارة البيئة والشؤون المحلية إلى تجميع بعض المعدات وآلات التدخل في مكان واحد، لحسن توزيعها على الولايات المنكوبة ولحسن التنسيق بين الإدارات، وتخصيص معدات إضافية لضخ المياه على أن تخصص الوزارة 250 ألف دينار (حوالي 88.156 دولارا أميركيا) والمحافظات المعنية 60 ألف دينار (21.144 دولارا أميركيا) لاقتناء معدات، مساء اليوم.