ووفقاً لهآرتس، يعتمد التقرير على ما أدلى به العقيد احتياط يتسحاق يعقوب، رئيس وحدة البحث والتطوير في جيش الاحتلال في أواخر الستينيات ومطلع سنوات السبعين. وبحسب سلسلة لقاءات أجراها يتسحاق يعقوب مع المؤرخ العسكري الإسرائيلي أفنير كوهين، فقد كانت هناك خطة سرية إسرائيلية تحت مسمى خطة "يوم القيامة"، تعتمد على تركيب رؤوس ذرية وتفجيرها في جبل في شبه جزيرة سيناء لردع مصر وسورية والعراق عن مواصلة الحرب في حال شكلت المعارك خطراً وجودياً على إسرائيل.
لكن سرعة تحقيق الانتصار الإسرائيلي على الدول العربية في الحرب المذكورة حالت دون تحقق هذا الخيار.
وتنقل هآرتس عن يتسحاق يعقوب، الذي توفي عام 2013، أن هذه هي آخر أسرار حرب حزيران، وأن هذا الأمر كان طبيعياً للغاية، فعندما يهددك عدوك برميك بالبحر فأنت تصدقه. وإذا كان عندك ما تخيف به عدوك فأنت تفعل ذلك.
وقالت هآرتس إن السفارة الإسرائيلية في واشنطن رفضت التعقيب على التقرير المنشور في نيويورك تايمز.
وتم بموجب الخطة الإسرائيلية اختيار قمة جبلٍ في شبه جزيرة سيناء تبعد نحو 19 كم عن تمركز القوات المصرية في أم كتف، وقامت الخطة "على إيفاد قوة من المظليين للفت أنظار القوة المصرية، بينما يقوم طاقم خاص بإجراء التفجير. وكان يفترض أن تشارك في العملية مروحيتان عسكريتان لنقل الجهاز المزود بالرؤوس النووية. وبحسب التقرير لو تم إجراء التفجير لتصاعد دخانه وتشكلت غيوم "الفطر" الناجمة عن التفجير النووي وشوهدت من مختلف أنحاء سيناء وربما أيضاً من القاهرة.
ووفقاً للعقيد الإسرائيلي فقد أطلق على الخطة اسم "خطة شمشون" على اسم البطل الأسطوري اليهودي الذي هدم المعبد على نفسه وعلى أعدائه، انطلاقاً من إطلاق اسم "خيار شمشون" على الخيار النووي الإسرائيلي.
وبحسب هآرتس فقد كان الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس ألمح في مذكراته إلى هذه الخطوة، عندما أشار إلى خيار طُرح خلال المداولات التي سبقت الحرب كخطوة كان من شأنها أن تردع العرب وتحول دون اندلاع الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن المؤرخ العسكري أفنير كوهين سبق له أن وضع كتاباً عن إسرائيل وترسانتها النووية تحت اسم "إسرائيل والقنبلة"، وأنه يعمل في مركز أبحاث ودرو ويلسون الأميركي الذي ينتظر أن ينشر غداً سلسلة وثائق سرية تتعلق بالبرنامج النووي السري الإسرائيلي.