خشية عراقية من مشاركة إسرائيلية في التحالف الرباعي

22 أكتوبر 2015
التحالف الرباعي أصبح مثيراً للشبهات (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال الغموض يلفّ حقيقة التحالف الرباعي (العراقي ـ الإيراني ـ الروسي ـ السوري)، في ظل خشية أطراف عراقية من احتمال إخفاء "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، تفاصيل سرية من وثيقة الاتفاق مع التحالف الرباعي. ويرى مراقبون في هذه الخطوة، في حال تأكدت صحتها، "إخفاءً للحقيقة، خوفاً من كشف المستور، وتأكيداً للشكوك التي تحوم حول حقيقة هذا التحالف والجهات المتعاونة معه".

ويؤكّد "تحالف القوى العراقية"، وجود تعاون بين التحالف الرباعي وإسرائيل، معتبراً "انضمام العراق إليه بمثابة خيانة عظمى وانتهاكاً للضمير الوطني العراقي وانتكاسة للمبادئ النبيلة". وذكر القيادي في "تحالف القوى العراقية"، ظافر العاني، في بيان صحافي سابق، أنّ "كتلته وجّهت رسالة إلى رئيس لجنة الأمن البرلمانية، حاكم الزاملي، تُعبّر فيها عن قلقها من التعاون بين ما يُسمّى التحالف الرباعي والكيان الصهيوني، ﻻ سيما بخصوص سورية وتحليق الطائرات الصهيونية في الأجواء السورية، تحت ذريعة التنسيق العسكري، الذي قد يمتد ليشمل العراق".

ويضيف، أنّ "انضمام العراق لتحالف عسكريٍّ يكون الكيان الصهيوني طرفاً فيه، بأيّ شكل من الأشكال، يتعارض مع قوانين الدولة العراقية النافذة، ويُمثّل انتهاكاً للضمير الوطني العراقي وانتكاسة للمبادئ النبيلة، ﻻ سيما في هذه الأيّام التي يستشهد فيها الفلسطينيون دفاعاً عن المقدسات الإسلامية، ما يرقى لجريمة الخيانة العظمى".

ويدعو العاني رئيس اللجنة الزاملي، إلى "الوقوف على تفاصيل هذه المعلومات"، مطالباً الكتل السياسية بـ"اتخاذ موقف مبدئي من ذلك، وبما يتناسب مع الموقف الراسخ للشعب العراقي تجاه الكيان الصهيوني". وفي السياق ذاته، يتهم قيادي في "التحالف الكردستاني العراقي"، من وصفهم بـ"الشركاء" بـ"إخفاء بنود الاتفاقية المتعلقة بالتحالف الرباعي الذي تقوده موسكو".

اقرأ أيضاً: بنك معلومات جوّي من روسيا إلى العراق

وتشير مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن "التحالف الوطني أخفى بعض بنود الاتفاقية مع الروس، وهناك أمور لم تُعرَض على البرلمان، كما أن هناك ملفات لا تزال خافية علينا، وهذا مخالف للدستور ولمبدأ الشراكة".

من جهته، يُشدّد الخبير السياسي، محمود القيسي، أنّ "التحالف الرباعي أصبح مثيراً للشبهات بسبب الغموض الذي يلفّه، وعدم كشف أيّ معلومة بشأنه". ويلفت القيسي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الحكومة والتحالف الوطني الحاكم، يحيطون التحالف الرباعي بسريّة شديدة ويتكتمون على أيّ معلومة بشأنه، كما أنّ تصريحاتهم متضاربة بشأن اسمه فتارة يسمونه التحالف الرباعي، وتارة يرفضون تسميته بالتحالف، وتارة أخرى يسمونه التنسيق الاستخباري المشترك. الأمر الذي يثير المخاوف من هذا التكتم الذي يؤكّد وجود شيء خفي يحاول التحالف الوطني إخفاءه". ويتابع أنّ "ارتباط التحالف بالكيان الصهيوني أمر غير مستبعد، وهذا السبب قد يكون وراء تكتّم التحالف الوطني بشأن الموضوع".

في سياق متصل، ينتقد عضو المجمع الفقهي العراقي، الشيخ عبدالله السعدي، "أيّ تشكيل ينضم إليه العراق يكون الكيان الصهيوني طرفاً فيه". ويقول السعدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكيان الصهيوني خط أحمر بالنسبة لكل العراقيين، فقد انتهك الحرمات وأوغل في دماء المسلمين من الفلسطينيين، وهو يشنّ حرباً دينيّة على الإسلام والمقدّسات الإسلامية والمعتقدات الدينية، مما يجعل من تعاون أيّ طرف أو أيّ دولة بمثابة المشاركة في حربه وفي جرائمه، وهو أمر محرّم شرعاً".

ويردف أنّه "يتحتّم على الحكومة العراقية والجهات السياسية صاحبة القرار، أن تراجع اتفاقياتها الدولية، خصوصاً اتفاقيّتها مع التحالف الرباعي المشبوه، وأن تقف على حقيقة ذلك وتبتعد وتبعد البلاد من الاشتراك بهكذا حلف، يُعادي الإنسانية وينتهك حرماتها".

ويشير إلى أن "الكيان الصهيوني، هو كيان منبوذ من كل الجهات الإسلامية وغير الإسلامية، لأنه تمادى في جرائمه وأوغل في الدماء، فكيف يتم التعاون معه على ذلك؟"، مشدّداً على "ضرورة أن يكون هناك وازع أخلاقي وإنساني قبل الوازع الديني، لدى الجهات صاحبة القرار السياسي في العراق". ويرى أنه "على العراق أن يكون عنصراً فاعلاً في الجانب الإنساني في المنطقة، وأن يكون إيجابيّاً في حلّ أزماته، لا أن يكون سبباً وعنصراً فاعلاً في الأزمات".

يُشار الى أنّ الغموض ما زال يلف تفاصيل انضمام العراق إلى التحالف الرباعي (الروسي ـ الإيراني ـ السوري ـ العراقي)، وأنّ كتل التحالف الوطني الحاكم في البلاد، أخفت عن الجميع حقيقة هذا التحالف وتفاصيله، كما قرّرت انضمام العراق إليه من دون علم أيّ جهة سياسية ولا حتى البرلمان العراقي، الأمر الذي يثير الشبهات حول حقيقة هذا التحالف.

اقرأ أيضاً: النخيب العراقية بين الأنبار وكربلاء تهدّد بـ"حرب طائفية"

المساهمون