خريطة ونقاط

05 اغسطس 2018
(مقطع من عمل لـ منير بن موسى/ تونس)
+ الخط -

حين نحاول أن نرسم خريطة الغاليريهات الفنّية العربية، قد نضطر لاختصار الخريطة الممتدّة من المحيط إلى الخليج، كما تقول العبارة المتداوَلة، في عدد من النقاط لا غير: القاهرة، بيروت، تونس، عمّان، طنجة وعدد قليل آخر من المدن.

بل يُمكن أن نختصر بعض هذه المدن في حيّ أو ضاحية؛ إذ يُمكن أن نستبدل، مثلاً، القاهرة بالزمالك، وتونس بسيدي بوسعيد، حيث ينحصر معظم النشاط التشكيلي، فيما تكون بقية الغاليريهات خارج الأضواء أو تحت الرعاية الرسمية. وهذه الرعاية باتت في حدّ ذاتها من أسباب تنفير الجمهور من الفن.

الغاليريهات، مثلها في ذلك مثل المكتبات والمسارح وغيرها من فضاءات النشاط الثقافي، يصعب أن ننتظر ازدهارها في مناخات كالتي تعيشها البلاد العربية؛ فالحديث عن جمهور هو استعمال لمصطلح على سبيل التجاوز، فهو في الغالب عرَضيّ أو من الدائرة الفنّية ذاتها. ولتنشيط الحياة الفنية كثيراً ما تكون الدولة هي الزبون الأول، خصوصاً مع الفنّانين الشباب.

لكن هذا الحلّ فتَح على أكثر من مشكل؛ بداية من توظيف الفن لأجندات الأنظمة، وصولاً إلى محاولة تقسيم "كعكة الدعم" على الجميع، وهو ما يُخفّض من القيمة المادية للأعمال الفنّية باستمرار.

بعد ذلك، سيكون من المنطقي أن تُصبح خارطة الفن التشكيلي في العالم العربي على ما هي عليه. ويصعب أن نتحدّث عن تغيّر جذري في المدى المنظور.

دلالات
المساهمون