تظهر خارطة "سترافا" العالمية المرتبطة بأجهزة لمراقبة اللياقة البدنية عند الرياضيين، الطرق التي يسلكها مستخدمو هذه الأجهزة، بمن فيهم جنود، ما يكشف معلومات حول القوات الأميركية وحلفائها في أماكن انتشارها في العالم بما في ذلك العراق وسورية، بالإضافة إلى القواعد العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبعض القواعد العسكرية معروفة لدى الجماعات "التي قد تنوي استهدافها"، لكن الخارطة تكشف الطرق التي يسلكها الجنود خارج القواعد، وهي معلومات قد تستخدم في التخطيط لعمليات تفجير أو كمائن.
والخارطة التي أطلقتها شركة "سترافا لابز"، تظهر تحركات مستخدمي العديد من أجهزة اللياقة البدنية، المرتبطة بتطبيق الشركة، كاشفةً كثافة استخدام طريق معين، أي ما يعرف باسم "الرؤية المباشرة لشبكة سترافا العالمية للرياضيين".
وتضيء الخارطة المسالك التي يعتمدها الرياضيون في مناطق واسعة في بعض البلدان، لكنها تبقى خارج التغطية في أماكن محددة.
وتشير خارطة العراق الداكنة في جزئها الأكبر إلى استخدام محدود لتطبيق "سترافا" هناك، لكن سلسلة من القواعد العسكرية المعروفة التي نشر الأميركيون وحلفاؤهم قوات فيها في إطار الحرب ضد تنظيم "داعش" تظهر بتفاصيلها. وتشمل مناطق التاجي شمال بغداد والقيارة جنوب الموصل، والأسد في محافظة الأنبار.
وتظهر أيضاً مواقع صغيرة على الخريطة في شمال وغرب العراق تشير إلى وجود منشآت عسكرية أقل شهرة.
وتكشف الخارطة طرقاً ممتدة خارج القواعد، ما يعني أن مستخدمي "سترافا" من الجنود أبقوا أجهزتهم مشغلة خلال تنقلهم، ما يسمح بتقديم تفاصيل حول الطرق التي يستخدمونها بشكل منتظم.
وتظهر الخارطة نشاطاً كبيراً لمستخدمي التطبيق في قاعدة باغرام الجوية في شمال كابول، وفي مناطق أخرى في جنوب وغرب البلاد.
جيش الاحتلال
من جانبها، قالت المواقع الإسرائيلية إنّ الكشف عن مواقع لقواعد جيش الاحتلال، بينها قواعد لسلاح الجو، جاء بعد نشر الخريطة وبدء مختصين ومحللين للمعطيات وإحداثيات الخريطة بالبحث عن "مواقع سرية" مختلفة لدول مختلفة. وتبين، لأحد المبرمجين الإسرائيليين، أن الخريطة تحدد بسهولة وبدقة مواقع القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي، بينها قاعدة قرب ديمونا في النقب وأخرى في وسط إسرائيل، والقاعدة في عتليت، بحسب موقع "والاه".
واستذكرت المواقع الإسرائيلية كما جاء في إعلان شركة التطبيق المذكورة عند نشر الخريطة المذكورة، إنّ "خريطتنا الساخنة مبنية من أكبر كم من الإحداثيات والمعلومات، وهي الأغنى في العالم، إذ أنها تعكس بصرياً الشبكة العالمية لمستخدمي هذا التطبيق خلال قيامهم برياضة المشي والجري وتحديد المسارات التي يقومون بها".
ووفقا لـ"هآرتس"، فإن الخريطة الجديدة للتطبيق المذكور تبدي نتيجة واضحة بالاستعانة بخطوط باللونين الأحمر والأصفر على امتداد الطرق الرئيسية وفي البحار. لكن ما هو مثير في هذه الخريطة هو أنها تكشف عن النشاط العسكري أو النشاط السري في مناطق مختلفة من العالم.
ويضيف الموقع إن الخريطة والخطوط الواضحة فيها مثلاً تبين في إسرائيل موقع القاعدة العسكرية في عتليت، على ساحل البحر إلى الجنوب من حيفا، مع نشاط مكثف أيضاً في قواعد عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي، تعكس نشاط الجنود أثناء ممارستهم لرياضة المشي أو الجري، وهو ما يتم توثيقه في التطبيق المذكور لمن يستخدمه.
وسبق لجيش الاحتلال أن اكتشف في العام 2011 أن استخدام جنوده لتطبيق "ويز" يكشف مسارات وخطوط تنقل قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى صحراء النقب، وقواعد التدريب العسكرية المختلفة.
سورية والعراق
أشار المحلل الأمني توبايس شنايدر، وهو أحد الذين تمكنوا من تحديد القواعد العسكرية تبعاً لاستخدامات أجهزة مراقبة اللياقة، إلى أنّ خارطة "سترافا" تكشف مواقع عسكرية في سورية والعراق، إضافةً إلى قاعدة "ماداما" التي تستخدمها القوات الفرنسية في النيجر.
وكتب على تويتر "في سورية تضاء على الخارطة قواعد التحالف ليلاً. بعض الأضواء تدل على مواقع روسية لكن ليست هناك أي أضواء مهمة لقواعد إيرانية".
وأضاف أنّ "كثيرين ينبغي أن يحضروا دروساً صباح الاثنين"، في إشارة إلى الجنود الذين كشفوا عن غير قصد معلومات حساسة خلال سعيهم للاحتفاظ بلياقتهم البدنية. وأضاف أنّ "القواعد ثابتة ومن الصعب حجبها"، مضيفاً "التهديد الأكبر المحتمل هو تتبع حركة الجنود".
كما نشر مغرّدون صوراً لخرائط من سترافا تُظهر النشاط في قواعد في اليمن وأوكرانيا.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
ردّ البنتاغون
ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّها "تدرس" الوضع. وقالت الناطقة باسم الوزارة الميجور أودريشا هاريس إن "وزارة الدفاع تأخذ أمورًا كهذه على محمل الجد".
وأضافت أنّ الوزارة "تراجع الوضع لتحدد ما إذا كان الأمر يقتضي القيام بتدريبات أو إعطاء توجيهات إضافية، وما إذا كان إعطاء توجيهات اضافية لضمان الأمن المستمر لعناصر الوزارة في الوطن والخارج".
وأضافت المتحدثة أنّ البنتاغون "يوصي بالحد من الحسابات الشخصية على الانترنت ولا سيما الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي".
لكن "سترافا" ترى أنّه كان من الممكن تفادي المشكلة، عبر إطفاء خاصية تتبع الأثر عبر التطبيق.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
(القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد، أسوشييتد برس)