انتخبت، أواسط الشهر الماضي، الهولندية من أصل مغربي خديجة عريب، رئيسة للبرلمان الهولندي، للمرة الثانية بالإجماع، وذلك بعد أن شغلت المنصب نفسه في 2016 إثر استقالة الرئيسة السابقة.
وخديجة عريب، لمن لا يعرفها، ليست من مواليد هولندا، فقد ولدت في المغرب والتحقت بعائلتها عن عمر 15 سنة، وهناك في أمستردام، واصلت دراستها وتخصصت في علم الاجتماع.
وهي منذ 1998، تشغل منصب نائبة في البرلمان الهوندي، وتعتبر نفسها مغربية المولد، وهولندية المنشأ والأفق الاجتماعي والسياسي.
ومهما حاول البعض التركيز على ازدواجية الجنسية التي "تتمتع" بها خديجة عريب، للتقليل من شأنها أو للتشكيك في ولائها لموطنها الثاني في هولندا، فإنها تقدم نموذجاً موفقاً للمرأة المغربية والعربية القادرة بالكفاءة العلمية والجدارة والأهلية على الوصول إلى مراتب عليا في المجتمعات "الحاضنة".
وقد أظهرت هذه السيدة برفقة عدد آخر من النساء العربيات من مختلف الجنسيات، قدرة فائقة على العمل والاندماج بدون مركبات نقص في دورة الحياة في البلدان الأوروبية.
لم تجلس خديجة في البيت تندب حظها، ولا جعلت من الشماعات السهلة التي تروج اليوم في وسائل الإعلام حول الغرب وأوروبا، سبباً لكسر طموحها وتعليق الفشل على الآخرين، بل جابهت مصيرها مثل أي مواطنة في البلد الجديد، وأخذت زمام المبادرة.
الآن، وهي ابنة مدينة فلاحية صغيرة اسمها سطات، تقدم الدليل على قدرة الإنجاز لكل عربي وعربية وتقف في قمة أعلى مؤسسة تشريعية في هولندا، بلا بكائيات.