رغم خبرتها المحلية والدولية الممتدة على مدار 84 عاماً، إلا أن ذلك لم يمنع شركة بن لادن من الوقوع في خطأ جسيم، أسقطها من التربع على عرش شركات المقاولات في السعودية لسنوات طويلة.
وتمثل هذا الخطأ في حادث سقوط رافعة الشركة في الحرم الذي راح ضحيته 111 حاج، وتبعه أمر ملكي من العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء أول أمس، بمنع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة مجموعة بن لادن السعودية، وكبار المسؤولين التنفيذيين في المجموعة وغيرهم، وكذلك إيقاف تصنيف المجموعة السعودية، ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة، وهو ما جعل الشركة في موقف حرج، لأنها تعتمد بشكل كبير في إيراداتها على السوق المحلي، حيث إنها أصبحت أكبر شركة مقاولات في البلاد، بعد أن تولت عدداً من المشاريع العملاقة والاستراتيجية، طوال السنوات الماضية.
ويمتد تاريخ شركة بن لادن للمقاولات لنحو 84 عاماً، حيث كانت البداية عام 1931 في عهد أول ملوك الدولة السعودية الثالثة، الملك عبدالعزيز أل سعود، عندما أسسها الأب محمد بن لادن، كأول شركة مقاولات في الدولة الحديثة، لتواكب التطور الكبير في مجالات البنية التحتية والمشاريع العملاقة، والتي كان أهمها التوسعة التاريخية للحرمين، والتي امتدت منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، ففي عام 1950 منح الملك عبدالعزيز لشركة بن لادن مسؤولية أول توسعة للحرم النبوي في المدينة، وامتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز.
ونتيجة لما حققته الشركة من نجاح في مشروعها الكبير، تم تكليف محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة، لتكون أول توسعة في العصر الحديث، وتم البدء بالمشروع العملاق في عام 1955 واستمر في تنفيذه خلال عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي خلف الملك سعود، وانتهى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، مستغرقاً عشرين عاماً.
وفي عام 1964 تم تكليف محمد بن لادن بالعمل لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف.
وتولى ابنه سالم، الشقيق الأصغر لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، رئاسة مجلس الإدارة حتى عام 1988، عندما قُتل هو الأخر في حادث تحطم طائرته الخاصة في سان أنتونيو بولاية تكساس الأميركية.
ويضيف بكر "أن أعمال الشركة توسعت لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية، والتي تشرّفت مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذها، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم، مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط".
ويكشف رئيس مجلس الإدارة، بكر بن لادن، في كلمة له في موقع الشركة الرسمي على الإنترنت، أن المجموعة الضخمة تأسست (بشكلها الحالي) في عام 1989، بعد نحو 13 عاماً من مقتل والدهم المؤسس محمد بن لادن في حادث تحطم طائرة في عسير.
ولا تقتصر مشاريع شركة بن لادن على توسعة الحرمين، فإضافة لهما كُلفت الشركة ببناء جامعة أم القرى في مكة، وجامعة الأمير نورة في الرياض، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في ثول (بالقرب من جدة)، وبرج الفيصلية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وفندق التوحيد، وتوسعة مدينة الحجاج، وبناء جسر الجمرات، وطريق الهدا الجديد، وطريق المدينة/القصيم، وجامعة الملك سعود، ومطار الملك عبدالعزيز، وصالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز، ومركز الملك عبدالله المالي، ومسجد قباء.
كما امتد نشاط الشركة للخارج، فتكفلت ببناء مطار القاهرة، ومطار كوالالمبور الدولي، ومطار شرم الشيخ، ومسجد بوتراجاياو، والجامعة الأميركية في الشارقة، ومطار السنغال الدولي، وفندق الفورسيزون في الأردن، ومطار عدن الدولي، ومبني ليجيند القصيص.
اقرأ أيضاً: منع سفر مسؤولي "بن لادن"وصرف تعويضات لضحايا "رافعة الحرم"