خبراء مصريون: إغلاق السفارات سببه خلل منظومة الأمن

08 ديسمبر 2014
ضرورة مراجعة السياسات الأمنية (العربي الجديد)
+ الخط -

اعتبر خبراء أمنيون، وسياسيون مصريون، أن إغلاق بعض السفارات الأجنبية المهمة لمقارها داخل مصر، "يعكس حالة من القلق، وعدم الثقة من بعض الدول، تجاه الوضع الأمني الداخلي المتردي"، متوقعين المزيد من "إغلاق السفارات، وحدوث توترات خلال الفترة المقبلة".

نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور وحيد عبد المجيد، اعتبر في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أنّ إغلاق بعض الدول لسفاراتها، يعبّر عن حالة القلق لدى تلك الدول، والناتجة أيضاً عن عدم الثقة بالوضع الأمني في مصر.

وشدّد عبد المجيد على ضرورة مراجعة السياسات الأمنية، التي تتّبعها السلطة في مصر منذ فترة، إذ تتبنى مبدأ القبضة الحديدية، التي أثبتت فشلها سابقاً في العالم كله، كما فشلت في مصر، قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، مطالباً بإتباع سياسات أمنية أكثر حداثةً تتناسب مع العصر الحالي، ومستجداته، بدلاً من الوسائل القديمة القائمة على القمع، والتي أثبتت فشلها.

وقدّم نموذجاً عن تلك السياسات، وهو استمرار القبضة الأمنية لأجهزة الدولة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، من دون جدوى، بل أسهم ذلك في انتشار العنف بشكل أكبر، وغياب شعور المواطن المصري بالأمن.

بدوره رأى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، أن إغلاق بعض السفارات لمقارها في الوقت الحالي ليس وليد الصدفة، بل يؤكد أن لدى سلطات هذه الدول معلومات عن حدوث شيء ما، وهو ما دفع تلك السفارات إلى اتخاذ تلك الإجراءات الاحترازية.

ولم يستبعد غباشي في حديثه لـ"العربي الجديد"، ارتباط إغلاق السفارات بالتسريبات التي أذاعتها مؤخراً قناة "مكملين" الفضائية، بشأن أحاديث قادة القوات المسلحة داخل غرفهم المغلقة، عن ترتيبات سجن "مرسي"، وقرب الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

خلل أمني في التعامل مع الأزمات الداخلية

وفي هذا السياق، أشار أمين شباب حزب الوسط، أحمد ماهر، إلى أن تعليق أعمال السفارتين البريطانية والكندية لأسباب أمنية، يؤكد أن السياسية التي يتبعها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، هي سياسة فاشلة، ولا تجلب إلا مزيداً من التوتر، والإرهاب، وعدم الاستقرار.

وأضاف ماهر في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "ما يحصل هو من نتاج عام ونصف من القمع والاعتقال ومحاكم التفتيش التي نصبها نظام الانقلاب لكل من يعارضه"، مطالباً السيسي بالتنحي والرحيل، لتجنيب البلاد تبعاتِ استمراره الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، أكّد خبراء وجود خلل أمني في التعامل مع الأزمات الداخلية، إذ أنّ الوضع الداخلي يسهم في وجود تخوفات لدى سفارات الدول، خوفاً على مقارها ورعاياها.

وقال الدبلوماسي المصري، السفير إبراهيم يسري، إنّ إغلاق بعض السفارات الأجنبية في مصر، يوحي بوجود خلل أمني كبير، في ظل عدم استقرار الأوضاع الداخلية، لافتاً إلى أن الوضع في مصر من حيث الإضرابات المستمرة والتظاهرات، قد يجبر الدول على إغلاق سفاراتها.

ورأى أنّ "من حق أي دولة اتخاذ قرار بإغلاق سفارتها، وهو حق مشروع لها تماماً، وقد يصل الأمر إلى إخلاء بعثتها وسحب سفيرها تماماً".

وعن رجوع إغلاق السفارتين إلى أسباب أمنية، وعدم إعلان أجهزة الأمن المصرية هذا الأمر، قال: "هذا يفسر لأمرين، الأول: إما لوجود خلل أمني كبير في مصر، والثاني: هو عدم رغبة الأجهزة الأمنية في تضخيم الأمر، حتى لو وصل إليها وجود خطر أمني على السفارات".

 

المساهمون