نشرت مجموعة بارزة من الخبراء والأكاديميين الأميركيين رسالة دعم للاتفاق النووي مع إيران، اعتبروا فيها أن هذه التسوية "خطوة قوية وإيجابية نحو تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط"، وأن أي رفض محتمل للكونغرس لهذا الاتفاق "يمكن أن يقود واشنطن وطهران نحو مواجهة عسكرية".
وذكرت الرسالة أن أحد الدوافع الرئيسية لعدم الاستقرار بالشرق الأوسط "كانت العلاقة المختلة بين الغرب وإيران بشكل عام، والتوترات الأميركية ـ الإيرانية بشكل خاص"، وأضافت "على مدى السنوات الـ36 الماضية، تورطت الولايات المتحدة وإيران في صراع استراتيجي.. على حساب استقرار المنطقة بأسرها".
كما اعتبروا في الرسالة أن الاتفاق النووي "يغلق بنجاح كل مسارات التسلح في برنامج إيران النووي، ويحمل معه ثمار السلام عبر جعل الدبلوماسية والحوار متوفرين لحل النزاع، وهي خطوة ضرورية للتصدي لكل مصادر التوترات في المنطقة سواء كانت الإرهاب أو الطائفية".
ويرى الخبراء أن الشرق الأوسط "يعاني من عجز في الدبلوماسية، ومجرد تحدث الولايات المتحدة وإيران مع بعضهما البعض مجدداً هو بحد ذاته عامل استقرار بدل الحرب بالوكالة".
وتطرق الخبراء في هذا السياق لـ"المذبحة في سورية"، فاعتبروا أنّه "لا يمكن إنهاؤها بسبب غياب جهود دبلوماسية أميركية ـ إيرانية، حتى تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يمكن تحييده بدون حوار أميركي ـ إيراني وتعاون محتمل".
كما أكدت الرسالة أن "طاعون الطائفية لن يتوقف ما لم تكن لدى الولايات المتحدة القدرة على الانخراط مع كل أطراف الانقسام. يمكن للتسوية (مع إيران) أن تكون همزة وصل دبلوماسية بنّاءة في دوائر أوسع في أنحاء المنطقة، عبر توفير مثال ناجح لمفاوضات صبورة يفوز فيها الجميع".
وبحسب الرسالة فإنه "من الواضح أن الاتفاق النووي لن يؤدي إلى استقرار في المنطقة بشكل تلقائي وفوري، لكن إعادة إحياء الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، خطوة أولية ضرورية".
إلى ذلك، وجّه الخبراء تحذيراً مباشراً للكونغرس، مفاده أن أي رفض على المستوى التشريعي لهذا الاتفاق "سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة"، و"سيعزل الولايات المتحدة فيما ستتحرر إيران من القيود النووية التي يفرضها هذا الاتفاق. وأبعد من مخاطر الانتشار النووي التي ستتبع، ستزيد مجدداً التوترات الأميركية ـ الإيرانية وتشعل جاذبية واشنطن وطهران نحو المواجهة العسكرية".
ومن أبرز الأسماء الـ73 الموقعة على الرسالة ريتشار بوليت، ونعوم تشومسكي، وخوان كول، وجون أسبوزيتو، وفواز جرجس، وروبرت جيرفيس، ورشيد خالدي، وجون ميرشماير، وستيفن والت وبيتر باينارت، وحميد دباشي، وتشمل اللائحة عدة جامعات ومراكز أبحاث أميركية.
وتأتي هذه الخطوة بعد رسالة دعم أخرى للاتفاق النووي مع إيران من أبرز العلماء في الولايات المتحدة، شملت 29 خبير تسلّح ومسؤولين سابقين، اعتبروا أن بنود الاتفاق "مبتكرة وصارمة".
اقرأ أيضاً: جنرال إسرائيلي يدعو لاتفاق مع واشنطن يوازي الاتفاق النووي