توجّه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، برسالة باللغة الإنكليزية، ترجمت إلى لغات أخرى أيضاً، إلى الشباب في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، كما كتب في عنوانها.
وأشار في هذه الرسالة التي نشرها على موقعه الرسمي، إلى أنّ سبب توجيهها، هي الأحداث الأخيرة في فرنسا، والهجمات المشابهة لها في دول غربية أخرى، فاعتبر أنّ "المستقبل بيد الشباب الأوروبي والأميركي، الذي يوجد في قلبه رغبة في البحث عن الحقيقة" كما قال، مشيراً إلى أنّ "خطابه هذا غير موجّه للسياسيين وللقادة في تلك البلدان، فهؤلاء يفضّلون فصل المسار السياسي عن الوقائع".
وكتب خامنئي إنه "منذ عقدين من الزمن، هناك حملة شعواء لمعاداة الإسلام والمسلمين، إذ تسعى لترويج صورة وحشية عن هذا الدين، وهو ما يلاحظ في سياسة الدول الغربية"، معتبراً أنّ "التاريخ الأوروبي والأميركي مخجل، بسبب السلوك الاستعماري، والظلم الذي تمت ممارسته إزاء غير المسيحيين، أو إزاء أصحاب البشرات الملوّنة".
وطالب هؤلاء الشباب بأن يسألوا كل المثقفين في بلدانهم عن سبب عدم استيقاظ الضمائر في هذه البلدان، إلا على قضايا متأخرة تعود لسنين ولت، فهي لا تستيقظ على قضايا اليوم، وطالبهم بطرح سؤال عن سبب نشر ثقافة النفور من الإسلام والمسلمين والسعي لتهميشهم، فضلاً عن التساؤل عن المصالح التي تبتغيها القوى الكبرى من هذه الأمور.
كما طالبهم بالقيام برد فعلٍ على هذا السيل من الاتهامات الموجّهة للمسلمين، والوقوف بوجه أخذ أفكار مسبقة عن الدين الإسلامي، معتبراً أنه من الضروري تكوين ثقافة معرفية مباشرة، وإدراك الحقيقة من خلال متابعة القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، فرأى أنّه لا يجب على هؤلاء أن يسمحوا للإرهابيين والعملاء بتقديم أنفسهم على أنهم ممثلو الإسلام.
وختم خامنئي رسالته قائلاً "إن البرامج والقدرة على التواصل تسمح اليوم بتجاوز الحدود الجغرافية، وتسمح بالتعرف بشكل فردي وواع إلى أي قضية، مطالباً هذا الجيل الشاب من الاستفادة من هذه الفرصة".