خاتنات سيمون

01 مارس 2015
أماني البابا / فلسطين
+ الخط -

رحيل الكاتب المصري سليمان فياض، قبل أيام، جعل مجموعة منا تعود إلى روايته الصغيرة "أصوات" الصادرة عام 1972. ولا يمكن إلا التوقف عند ذروتها المجنونة عندما تقرّر نسوة القرية ختن زوجة حامد الأجنبية "سيمون" عنوةً، وتموت بين أيديهن حين لا يفلحن بإيقاف النزيف بالبن والتراب.

هذا المشهد لم نستطع إلا أن نربطه بخبر عن مجموعة طالبات جامعيات في الأردن، بادرن حديثاً إلى فكرة لا تقل "عبقرية" عن فكرة ختن سيمون في رواية فيّاض، حين قرّرن أن يغيّرن المنكر بكاميرات موبايلاتهن.

وتتلخص "المبادرة" بتصوير كل طالبة تجالس طالباً بمفردها في الجامعات الأردنية ونشر الصور على فيسبوك ليراها وليّ أمرها فيقوم بتأديبها.

كان بودي أن أسأل صديقنا محمود منير عن رأيه. قبل أشهر نشر مقالة، مرّت مثل كل ما يمر في زمن دفع الحسابات هذا، عنوانها "سألتحق بداعش". يقول:

"أعترف بأنني تلقيت بذور "الداعشية" في مدرستي، التي تشبه بقية مدارس الوطن الحكومية، بكوادرها التدريسية ومناهجها المقررة وأسوارها المغلقة [...] كلنّا داعش، ولا يفصلنا عن ممارسة القتْل والتدمير سوى إطفاء النور فجأة، فيذهب خوفنا من السلطة، التي تقوم سياساتها، أيضاً، على تحويلنا جميعاً إلى دواعش".

عزيزاتي حارسات الفضيلة، الداعشيات وإن لم ينتمين، أقترح توسيع مبادرتكن، وربما تطويرها إلى تصوير وختان الأفكار التي قد تودي بأصحابها إلى الضلال.

المساهمون