وفسر مراقبون تحركات العبادي بأنها ضمن جهود قد بدأها خلال سنوات حكومته الأربع، وتهدف لإقامة علاقات واسعة مع قواعد شعبية في مدن شمال وغرب العراق، بعيدا عن الأحزاب والتكتلات السياسية هناك.
وفي زيارة له قام بها اليوم لمدينة الفلوجة، ذكّر رئيس الوزراء العراقي السابق بإنجازاته بتحقيق النصر على تنظيم "داعش"، وأكد، في تغريدة له: "الآن في مدينة الفلوجة زرنا مكتب القائمقام والتقينا بمسؤولي الدوائر فيها لمتابعة الاستقرار والخدمات وضمان حماية الإنجازات التي تحققت بتحريرها من قبضة الإرهاب، الذي أنجز بتضحياتها ودماء عزيزة"، مؤكدا على أهمية "تعزيز الوحدة الوطنية".
وأكد العبادي، في بيان له، أنّ "وحدة الكلمة يجب أن تستمر وشعبنا أثبت أنّه ضد الطائفية، والفلوجة تستحق المزيد من الدعم بعد أن عادت الحياة لها"، مشددا "نحن مستمرون بجهودنا، سواء كنّا في الحكومة أو خارجها".
Twitter Post
|
وأشار إلى "الحاجة إلى العمل الجدّي للإعمار والبنى التحتية وتوفير الخدمات وإعادة النازحين، وأن تستمر المسيرة بعد التحرير"، مؤكدا أنّه "يريد أن يضمن أن تسير الحكومة بالاتجاه الصحيح".
زيارة العبادي غير المتوقعة أثارت استغرابا من توقيتها والهدف منها، خاصة أنّها تأتي في ظل حديث عن انقسامات داخل التحالفات الكبيرة، ومحاولات لإسقاط حكومة عبد المهدي.
عضو التيار المدني في الفلوجة، محمد المشهداني، أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "زيارة العبادي تأتي في إطار ما عرف عنه من تواصله المباشر مع قوى شعبية وقبلية في تلك المدن، كما أنها قد تندرج ضمن جهوده في إبقاء نفسه كخيار ممتاز في حال فشلت الحكومة بمواصلة عملها"، مبينا أنّه "يسعى من خلال زيارته للتذكير بإنجازاته في محاربة داعش، وأن يقارن بين ما حققه وما حققته الحكومة الحالية".
وأكد أنّ "العبادي يريد من خلال زيارته أيضا أن يحشّد لتحالفه، في ظل حوارات مستمرة يجريها مع الجهات السياسية لكسبها لصالح كتلته السياسية التي تتجه نحو الاستقلال عن تحالف الإصلاح".
ونالت الزيارة اهتماما شعبيا واسعا في المدينة التي تعاني دمارا واسعا بفعل الحرب على "داعش".
وقال الشيخ وليد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة التي قام بها العبادي كان أولى أن يقوم بها عبد المهدي، و"هذا يؤكد أن رئيس الوزراء السابق كان الأنسب لقيادة العراق في هذه المرحلة"، مضيفا "رحبنا به لعلمنا أنه أفضل من تولى الحكم بالعراق بعد عام 2003".
زيارة العبادي للفلوجة جاءت عقب لقاء له مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، والذي بحثا فيه مستجدات الأوضاع السياسية، وإنجازات الحكومة.
وبحسب مسؤول مطلع، أكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي بحث مع الحلبوسي ما حققته حكومة عبد المهدي خلال الفترة التي مضت من عمرها".
وأكد أنّ العبادي دعا الحلبوسي "لأن يأخذ البرلمان دوره في متابعة البرنامج الحكومي الذي وعد به عبد المهدي، والذي لم يتحقق منه شيء حتى الآن".
يأتي ذلك بالتزامن مع بدايات انقسامات داخل قطبي العملية السياسية (تحالفي البناء والإصلاح)، وفرصة لبروز تحالفات جديدة ينبثق منها تشكل كتلة برلمانية معارضة.