أثار الحوار المطوّل الذي أجرته قناة "التاسعة" الخاصة، ليلة أمس الاثنين، مع بلحسن الطرابلسي، شقيق ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، عبر "سكايب" ومن دون الكشف عن وجه الطرابلسي، الكثير من الجدل في تونس.
أول الأسباب يتعلق بعدم الكشف عن وجه الضيف، وهو ما رأى فيه المحامي عماد بن حليمة مؤشرا على أن بلحسن الطرابلسي قد يكون غيّر من ملامحه تجنباً للملاحقات القضائية وحتى يتمكّن من حرية التنقل.
كما أثار توقيت بثّ الحوار جدلاً، بسبب تزامنه مع الاحتفال بالذكرى السادسة للثورة التونسية، وهو ما رأى فيه الكثيرون تبييضاً لصورة بلحسن الطرابلسي، والذي يعتبره التونسيون الحاكم الفعلي لتونس في سنوات ما قبل الثورة إلى جانب شقيقته زوجة الرئيس التونسي المخلوع، ومسؤولاً مباشراً عن حالة الفساد التي استشرت في الدولة التونسية.
النقاش حول هذا الحوار تعلّق أيضًا بالجوانب المهنية، حيث حمّل بعض الإعلاميين، مقدمَ البرنامج وأحد مالكي قناة "التاسعة"، معز بن غربية، المسؤولية عن هذه الاستضافة التي تعد استفزازاً لمشاعر التونسيين، وإظهارا للجلادين والفاسدين في مظهر الضحية. فقد كتبت الناشطة سعاد عبد السلام موجهةً كلامها إلى بن غربية "الإرهابون أشكال وأنواع، معز بن غربية واحد من هذه الأشكال، يا مجرم ضيفك الليلة، والليلة بالذات، جريمة في حق شهداء الرقاب وتالة والقصرين وكل الدماء التي سالت".
وكتبت الناشطة المجتمعية ليلى الشابي "أقل من أسبوع على 14 يناير (ذكرى الثورة التونسية) يطلّ علينا بلحسن الطرابلسي بسحنته الكريهة، وهذه رسالة واضحة للشعب التونسي، لجرحاه ولشهدائه".
أما المدون زياد غاني، فقد رأى في بث الحوار وخشية الطرابلسي من إظهار وجهه بمثابة انتصار للثورة التونسية. وكتب "ظهوره اليوم في ذكرى الثورة يذكرنا بنجاحنا الكبير وأي صفحة من تاريخنا طويناها، شكرا لكل القوى التي ساهمت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في لحظة 14 يناير المجيدة، ثقوا في أنفسكم ثقوا في بلدكم وتمسكوا بثورتكم وانتصاركم".
بينما اعتبر البعض الآخر استضافة الطرابلسي سبقاً صحافياً يتمناه كل مهني ويسعى إليه، بغض النظر عن ما قام به الضيف من تجاوزات. فكتبت الإعلامية سيدة الهمامي "المهنية ماتت قدّام الثورجية... معناها صحفي يندد بصحفي عمل حوار مع شخصية... يا ناس راهو الحوار يعني معلومات... فما معنى صحفيين ضد إجراء حوار؟".