حنين الدواوسة... فن الإهداء

22 اغسطس 2018
(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تُسَخِّر الفنانة الفلسطينية حنين الدواوسة، من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قدرتها على الرسم الاحترافي والخط العربي والفنون التشكيلية لتجميع الهدايا، ولكن بأساليب حديثة. 

وتقوم الدواوسة بتجهيز كل هدية وفق المناسبة المطلوبة، إذ تزينها بالورد والألوان حين تكون لمناسبة فرح، بينما تزينها بالعبارات والصور الخاصة بالأطفال حين تكون لمناسبة عيد ميلاد أو أسبوع طفل، بينما تزينها بـ "روب وطاقية" التخرج حين تكون الهدية خاصة بمناسبة نجاح.
ويتم تخصيص الهدايا التي تقوم الدواوسة بتحضيرها لأصحابها فقط، وذلك من خلال صور أو شعارات أو عبارات معينة تخص صاحبها، لتخرج في نهاية العمل، أشبه بقطعة فنية، تحمل كل تفاصيلها رسالة مودة وخصوصية لصاحبها.

وتتنوع الأدوات المستخدمة لتحضير الهدايا مختلفة الأشكال، إذ تضم "التوزيعات" وهي عصي مثبت فيها عبارات أو أشكال فنية، يتم توزيعها على المدعوين في الأفراح وأعياد الميلاد، كذلك كاسات تحمل صورة صاحب الهدية، وأواني زجاجية مكتوب عليها عبارات خاصة فيه بالألوان المائية.

وتضم الهدايا والتي يتم وضعها في "صندوق المفاجآت" المزين من الخارج بعبارات خاصة بالمناسبة وقد كتبت بخط اليد، قطع فنية أخرى، منها رسم اسم صاحب الهدية بالخيطان، وإلى جانبها أصناف العطور، الشوكولاته، الحلويات، قش التزيين، وقطع خشبية تحمل عبارات التهاني والمجاملة، علاوة على القطع المزينة بألوان وأشكال التطريز الفلسطيني التراثي.
وتحاول الخريجة حنين الدواوسة (23 عاماً) إلى جانب ممارسة هوايتها المفضلة، التغلب على أزمة البطالة المتفشية في قطاع غزة، والتي وصلت إلى أعلى معدلاتها خلال الفترة الماضية، إذ بلغت نحو 46%، وذلك عبر بيع تلك الهدايا بعد تصويرها والترويج لها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.



وتوضح أن حصة "الأشغال اليدوية" كانت الأهم بالنسبة لها خلال فترة دراستها في المدرسة، حيث تعلمت فيها صناعة العديد من الأشكال الفنية الصغيرة، كالبراويز، الشراشف الملونة، الميداليات، الهدايا، والتي كانت تتبادلها من زميلاتها وزملائها.

وتقول لـ "العربي الجديد" وهي خريجة تصميم غرافيك من كلية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنها اتجهت لتصميم وتجهيز الهدايا بطرق لافتة ومميزة، بهدف تطويع موهبتها من أجل توفير فرصة عمل تعينها للتغلب على شبح البطالة.
وتوضح أن والدتها اكتشفت قدرتها على الرسم منذ الصغر، مضيفة: "بدأت أمي مذ كنت في الابتدائية بتوفير الأقلام والألوان والأوراق والأدوات اللازمة للرسم وتجهيز بعض الأشكال الفنية، بينما علمتني جدتي فن التطريز الفلسطيني وأنا في الصف الرابع الابتدائي".
وتضيف: "خلال الفترة الجامعية تلقيت العديد من التدريبات التي طورت موهبتي، تعلمت خلالها أساسيات التصميم على مجموعة برامج حاسوبية، المونتاج، التصوير الفني، رسم اللوحات، تصميم المطبوعات، أنواع الطباعة، إلى جانب عدة أساسيات أخرى، أفادتني من الناحية العملية بشكل كبير".

أما في ما يتعلق بمراحل تجهيز الهدايا، فتبين أنها تحاول في البداية معرفة تخصص صاحب الهدية، إلى جانب معرفة الأشياء التي يحبها مثل الألوان، الحلويات، الإكسسوارات، الأغاني، الرسومات، موضحة أنها تستغل تلك التفاصيل في تزيين الهدية، عبر رسومات أو عبارات خاصة بصاحبها، تشعره بخصوصية الهدية، وأنها صنعت له فقط.
دلالات
المساهمون