حملة سعودية ضد صحافي لبناني

27 اغسطس 2020
الصحافي اللبناني جاد غصن (فيسبوك)
+ الخط -

يعود الذباب الإلكتروني لشنّ حملاتٍ ضدّ صحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع قضية الصحافي اللبناني جاد غصن، والذي أعلن، أمس الأربعاء، عن نيّته الانتقال إلى قناة "الشرق" (بلومبيرغ باللغة العربية والتي تملكها الحكومة السعودية وترتبط مباشرةً بولي العهد محمد بن سلمان).

وما أن أعلن غصن عن استقالته من قناة "الجديد" اللبنانية، وانتقاله إلى "الشرق نيوز"، حتى شنّت عليه حملة إلكترونية نظراً لتغطيته قضايا حقوق الإنسان في السعودية سابقاً، وبينها جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وحديثه عن السياسات السعودية في لبنان والمنطقة. 

وغصن صحافي لبناني يعمل في "الجديد" منذ 8 سنوات، وعُرف في مسيرته المهنية بالانتقادات اللاذعة التي وجّهها إلى السلطة السياسية، بالإضافة إلى كشفه عن انتهاكات وممارسات الفساد. 

وفي ظل المعاناة المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحرياتية التي يقاسيها اللبنانيون، يفتش الآلاف منهم عن الهجرة ومغادرة البلاد.

وقام مغرّدون سعوديون وآخرون لبنانيون محسوبون على "تيار المستقبل" (يرأسه سعد الحريري) بالتحريض على غصن، والدعوة إلى عدم توظيفه في تلك القناة أو غيرها من المؤسسات المملوكة للسعودية، واصفين إياه بـ"المعادي"، وملصقين به تهمة "التبعية" لـ"حزب الله" وإيران.

وقامت مواقع إلكترونية لبنانية بالمشاركة في التحريض ذاك، علماً أنّ رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، اعتقل في الرياض عام 2017، وأعلن استقالته من هناك، ما قابله رفض شعبي ورسمي لبناني، قبل أن يُفرج عنه ويعود إلى البلاد.

وبقي وسم "جاد غصن" على لائحة الأكثر تداولاً على "تويتر" في لبنان، منذ الأربعاء حتى الخميس، مع نشر سعوديين لوسم "#امنعوا_جاد_من_الظهور_بإعلامنا"، بالإضافة إلى صور لتغريدات سابقة له.

وتفاخر مغردون "بقدرتهم على فرض الواقع" إثر الحملات الإلكترونية التحريضية هذه، والتي طاولت، أمس الأربعاء، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني علي بن الحسين إثر تغريدة نشر فيها مقالاً عن التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وطاولت الحملة أيضاً مدراء يعملون في قنوات ومؤسسات سعودية. وجاء رد نبيل الخطيب، مدير "الشرق نيوز"،على "تويتر" ليثير بلبلةً، وكأنّ خبر انتقال غصن غير صحيح، فقال "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) معقول ما تسألون؟ تأخذون كلام رجل تعتبرونه معاديا "تُقَدِّسون" كلامة وتشنون حملة!؟". فيما شنّ مغردون حملةً على الخطيب لكونه فلسطينياً. 

لكنّ مغردين لبنانيين بينهم ناشطون وصحافيون دافعوا عن غصن وأدائه الإعلامي، خصوصاً أنّه معروف في لبنان، بين قلائل من الصحافيين، بقوله الحقيقة ومحاربته الفساد بشكل علني.

وانتقد آخرون سكوت المنتقدين عن قضية موظفي "تلفزيون المستقبل" (يملكه سعد الحريري) الذين أوقفت إدارة القناة خدماتهم، ولا يزالون حتى اليوم يطالبون بدفع كامل مستحقاتهم المالية.

المساهمون