#حمدين_صباحي: من ثلاجة النظام.. إلى ظلام مدينة الإنتاج

07 يناير 2016
كلام حمدين يأتي قبل ذكرى الثورة (يوتيوب/تويتر)
+ الخط -
"كل له دور مرسوم، ومن تخطاه فلا بد أن يقف عند حده"، نظرية أمنية بحتة، يتعامل بها النظام المصري مع معارضيه، وآخر أدواته لتحقيق تلك النظرية هو حمدين صباحي.

فبعد فترة من "التحنيط والوضع في التلاجة"، قرر النظام إخراج مرشح الرئاسة، والمنافس الوهمي لعبد الفتاح السيسي، واختيرت الذراع الإعلامية الطولى للواء عباس كامل، وائل الإبراشي، وفضائية "دريم "2، ليقوم كما يصف ناشطون، بتأدية "دور محسوب له في جذب بعض أنصار ثورة يناير، قبيل ذكراها الخامسة، للتحكم في الشباب الذي استحكم اليأس والإحباط منهم".

حمدين صباحي هاجم النظام، واصفاً إياه بالفاسد والذي لم يتغير منذ ثورة يناير، وبالسير على خطى نظام المخلوع مبارك، ما جعل الإبراشي يعبر عن انزعاجه، ليؤكد له أن النظام ما زال يتمتع بالشعبية. ولكن هذه المحاولة لم تفلح في كبح جماح صباحي، حيث بدا أنه استعاد ذكرياته في الجامعة، ليتهم النظام بالاستبداد والفساد، والفشل في تحقيق طموح الشعب الذي انتخبه، حسب اعتقاده.


وقال صباحي: "لماذا لا يعطي النظام الشعب ما يطمح به من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، ما تديله دولة مدنية"، ثم ذكر حمدين ما يعتبره النظام خطاً أحمر، وهو شهداء ومصابو الثورة، وخاصة من فقدوا عيونهم، والكل يعلم أن فاقدي العيون لم يكونوا إلا في أحداث ثورة يناير، وليس، انقلاب 3 يوليو.

وهاجم توريط الجيش المصري في الصراع السياسي، قائلاً: "الجيش مش دوره يبيع خضار وفراخ ويسلك مجاري"، واستنكر استقواء السيسي بالمؤسسة العسكرية، وقال: "الجيش عمره ميقدر يعمل ثورة، وفي الثورتين (حسب تعبيره) الشعب هو اللي خرج".


ودافع صباحي عن الإخوان وقال: "كل دماء سالت في رابعة أو في الميادين فهي دماء مصرية، ولا يقبل ما يفعل مع الإخوان من مطاردات ليس لها معنى واقتحام بيوتهم وتعذيبهم في السجون وحرمانهم من الدواء والأغطية"، وصعّد من لهجته المهاجمة، واتهم الدولة بأنها تمارس الإرهاب على مواطنيها.

وتبيّن المشاهد المغزى من الحوار كله، عندما انحرف الحوار لذكرى ثورة 25 يناير، والدعوات للنزول من قوى ثورية وإسلامية، فكان رد صباحي المفاجئ أنه "لم يدعُ للنزول"، وطالب الشباب بالتريث، بدعوى أن الشعب لم يعد متفهما لدعوات الثورة، وحذر من عودة تمكين الإخوان، وقال: "اللي بيدعو للنزول لازم يتأكد أن الشعب بيدعي لهم يبقى معاهم، أما إذا كانوا غير واثقين أو عندهم شبهة أن الشعب ليس معهم لا ينزلوا"، وتساءل عن البديل لدى الشباب في حالة إسقاط النظام.


وقال: "فيه أمل في البلد، ولا أقايض على حريتكم وقولوا كلمتكم ما دمتم سلميين"، وأعرب عن أمنيته أن يمر يوم 25 يناير المقبل بسلام، ويكون يوم فرح لا حزن بإصابة فلان أو إراقة دم شاب، متابعًا: "لذلك أقول للداعين للنزول راعوا هذه الاعتبارات إذا كان رأيكم النهائي هو النزول".

ولكي يكتمل المشهد، انقطعت الكهرباء عن الاستوديو، ليخرج البرنامج لفاصل مفاجئ من دون مقدمات، وعبر الإبراشي وصباحي بعد عودتهما للبث مرة أخرى عن دهشتهما من ذلك، مع العلم أن انقطاع التيار الكهربائي عن استوديو بعينه دون الآخرين في مدينة الإنتاج يعد من المستحيلات، نظرا لارتباط كل الاستوديوهات ببعضها بعضا، وامتلاك كل قناة مولداً احتياطياً.


وسائل التواصل استقبلت الواقعة بكثير من الاهتمام، بين مُفاجأ ومؤمن بنظرية المؤامرة، وناقم على حمدين، وقليلين ممن حاولوا وصفه بالمناضل، وهو اللقب الذي سقط منذ فترة طويلة، ليصبح لقبه الأشهر "واحد خَمِّنا"، وهذا الجدل قفز باسم حمدين لقمة قائمة الأكثر تداولا "الترند"، ليحتلها طوال ليلة أمس.

فتعجب عوض من إصرار حمدين على لعب دور هامشي: "كم أنا أعجب من أمثال حمدين صباحي، الشعب وضعه ثالثا من ناحية الشعبية، والثاني من ناحية اختيار الثورة.. لكنه أبى إلا أن يكون كومبارس".


وتساءلت "عابرة سبيل": "سؤال بريء بس مش اوي، هو حمدين طالع ليه قبل 25يناير ولا دي صدفه يا وائل".