كانت هوية الرأس غير معروفة منذ اكتشافه في زاوية قبر مصري قديم في دير البرشا، وكان الأمر بمثابة أحجية بالنسبة لعلماء الآثار، الذين عرفوا أن القبر يخص حاكماً اسمه دجيوتيناخت وزوجته، إلا أنهم لم يعرفوا هوية الشخص صاحب الرأس، بحسب ما نقلته "سي إن إن".
تقول ريتا فريد، أمينة متحف بوسطن، التي خزنت محتويات القبر منذ عام 1920: "لم نكن نعرف أبدًا ما إذا كان الرأس يخص صاحب القبر أم زوجته".
والآن وبعد 100 سنة من اكتشاف الرأس، وبفضل بحث نشرته الـ FBI الشهر الماضي في مجلة Genes، تمكن الباحثون من التوصل إلى أن صاحب الرأس هو ذكر، وهو الحاكم نفسه.
وبالنسبة لفريد، فإن هذا لا يمثل فقط حل لغز قديم، بل هو أيضاً دليل على التقدم التكنولوجي في اختبارات الحمض النووي. وتقول: "نعرف الآن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد طور تقنية لإعادة بناء الحمض النووي الأكثر تدهوراً، إذ استطاعوا إعادة بناء الحمض النووي من سن يبلغ من العمر 4000 عام".
إن العمر الهائل للرأس، والبيئة الصحراوية التي وجد فيها، جعلت من الصعب للغاية استخراج الحمض النووي. وكما توضح أوديل لوريل، عالمة الطب الشرعي في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن الحمض النووي يتحلل بشكل أسرع في الظروف الحارة. وتقول إن "هذا الفهم أدى إلى الاعتقاد بأن أحداً لن يتمكن أبداً من استرجاع الحمض النووي من الرفات المصري القديم".
في السنوات القليلة الماضية فقط ثبت أن هذا خطأ، ففي عام 2017 قام العلماء في ألمانيا بفك تشفير جينوم المصريين القدماء لأول مرة.
بينما الأضرار التي تعرض لها رأس المحنط جعلت الأمر أكثر صعوبة في التحليل. حيث تم العثور عليه في قاع حفرة بلغ عمقها 30 قدما، في قبر تم نهبه وسرقته في العصور القديمة. وكان اللصوص قد سرقوا معظم المجوهرات والمعادن الثمينة، وأخرجوا جثث الزوجين في هذه العملية. وتم العثور على الرأس المقطوع وقتها.
(العربي الجديد)