مهند حلبي (19 عاماً) وفادي علون (19 عاماً)، شهيدان جديدان يسقطان على درب الانتفاضة في فلسطين المحتلة، في ظلّ مواصلة الاحتلال الاسرائيلي انتهاكاته واعتداءاته بحق الفسطينيين. لكل منهما حكاية تُخلّدها ذاكرة جماعية للمقاومة الفلسطينية.
كان حلم حلبي أن يصبح محامياً ماهراً، يدافع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويُحصّل لهم حقوقهم التي تسلبها مصلحة السجون منهم في كثير من الأوقات، قبل حريتهم. ينحدر مهند من عائلة حلبي، التي لجأت من مدينة يافا عام 1948، إلى بلدة سردا، شمالي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة. ترعرع مهند في سردا، ويافا عالقة في ذهنه، ونما مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 ـ 2005)، فيما تركت أحداث المسجد الأقصى الأخيرة بصمة مؤلمة في لحظات حياته الأخيرة. يُعرف عن حلبي أنه شديد الخجل٬ ويتحلى بالأخلاق، التي جعلت كل من عرفه يتعلق به ويحبه، فيما تركت ابتسامته فراغاً كبيراً في منزله المهدد بالهدم، يفتقدها إخوته الخمسة.
وكان حلبي قد حصل على 85 في المائة في الثانوية العامة، ليلتحق قبل عامين بكلية الحقوق في جامعة القدس أبوديس، ليتفوق فيها، ويتعرف هناك إلى ضياء التلاحمة، الذي استشهد الشهر الماضي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة. وتأثر حلبي كثيراً باستشهاد التلاحمة. كما انضم قبل عام إلى فريق "شباب من أجل الأيتام"، رغبة منه في رسم الابتسامة على الأطفال الأيتام.
وقبل استشهاده، تأثر حلبي باعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين على المرابطات الفلسطينيات في المسجد الأقصى، مبدياً تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ومساندته قضيتهم. كانت تلك الأحداث كفيلة بأن يخرج وينفذ عملية فدائية في قلب مدينة القدس، يوم السبت، مفضلاً بذلك الاستشهاد لأجل القدس والأسرى.
أما الشهيد فادي علون، فكان قد هرب فجر الأحد من حشد عنصري منفلت من غلاة المستوطنين، الذين طاردوه من شارع الأنبياء على خط التماس بين شطري القدس المحتلة. لكن رصاص شرطة الاحتلال كان أفتكَ من المستوطنين، فأطلقوا النار عليه في باب العامود، مما أدى إلى استشهاده.
يروي أمجد إدريس، خال علون، لحظات الرعب الأخيرة التي عاشها ابن شقيقته، ويشير إلى أن "ما جرى كان قتلاً بدمٍ بارد. كان بإمكانهم أن يعتقلوه، وقد رأوه بأم أعينهم أعزل، والوحوش خلفه تطارده بالهتاف العنصري البذيء". ويضيف إدريس لـ"العربي الجديد": "كانت تفصله أمتار قليلة عن قَتَلَته، الذين أطلقوا عليه النار فقضى على الفور".
اقرأ أيضاً الصحافة الإسرائيلية: إنها الانتفاضة الثالثة
من جهته، يقول والد فادي إن "نجله الشهيد يعيش معه في منزل العائلة بالعيسوية، وله شقيق يُدعى محمد، ويُقيم مع والدته في الأردن". وكان والدا فادي قد انفصلا عن بعضهما بعضاً قبل سنوات، بعد أن توجّهت الأم إلى الأردن لزيارة عائلتها هناك، ولم تسمح لها سلطات الاحتلال بالعودة، كونها غير مقيمة. وكانت تنتظر موافقة على طلب "جمع الشمل"، الذي قدمته إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، ولما لم تتحقق عودتها قررا الانفصال، فبقي فادي مع والده.
علون، الذي لم يكمل تعليمه المدرسي، قرر أن يكون معيلاً ومساعداً لوالده، فامتهن مهنة الألمنيوم، وظلّ يمارسها حتى ارتقائه شهيداً، فجر أمس الأحد. وما تتذكره عائلته والأصدقاء، هو أن فادي الذي تعرض أكثر من مرة للاحتجاز والاستجواب من قبل جنود الاحتلال، كان يعطي جلّ وقته لوالده ولرعايته، لكنه لم يكن بعيداً عن الهمّ الوطني وعن معاناة البلدة، التي اختار أن يقيم فيها مع والده، قبل أن يختار له القدر بيت جده في بيت حنينا، ليكون بيت أجر يتلقى فيه الوالد المكلوم العزاء بنجله إلى جانب عم فادي وعماته، لكن بعد أن يتسلموا جثمانه ويلقون عليه نظرة الوداع الأخيرة.
اقرأ أيضاً: أكثر من مائتي جريح فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال
كان حلم حلبي أن يصبح محامياً ماهراً، يدافع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويُحصّل لهم حقوقهم التي تسلبها مصلحة السجون منهم في كثير من الأوقات، قبل حريتهم. ينحدر مهند من عائلة حلبي، التي لجأت من مدينة يافا عام 1948، إلى بلدة سردا، شمالي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة. ترعرع مهند في سردا، ويافا عالقة في ذهنه، ونما مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 ـ 2005)، فيما تركت أحداث المسجد الأقصى الأخيرة بصمة مؤلمة في لحظات حياته الأخيرة. يُعرف عن حلبي أنه شديد الخجل٬ ويتحلى بالأخلاق، التي جعلت كل من عرفه يتعلق به ويحبه، فيما تركت ابتسامته فراغاً كبيراً في منزله المهدد بالهدم، يفتقدها إخوته الخمسة.
وكان حلبي قد حصل على 85 في المائة في الثانوية العامة، ليلتحق قبل عامين بكلية الحقوق في جامعة القدس أبوديس، ليتفوق فيها، ويتعرف هناك إلى ضياء التلاحمة، الذي استشهد الشهر الماضي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة. وتأثر حلبي كثيراً باستشهاد التلاحمة. كما انضم قبل عام إلى فريق "شباب من أجل الأيتام"، رغبة منه في رسم الابتسامة على الأطفال الأيتام.
وقبل استشهاده، تأثر حلبي باعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين على المرابطات الفلسطينيات في المسجد الأقصى، مبدياً تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ومساندته قضيتهم. كانت تلك الأحداث كفيلة بأن يخرج وينفذ عملية فدائية في قلب مدينة القدس، يوم السبت، مفضلاً بذلك الاستشهاد لأجل القدس والأسرى.
أما الشهيد فادي علون، فكان قد هرب فجر الأحد من حشد عنصري منفلت من غلاة المستوطنين، الذين طاردوه من شارع الأنبياء على خط التماس بين شطري القدس المحتلة. لكن رصاص شرطة الاحتلال كان أفتكَ من المستوطنين، فأطلقوا النار عليه في باب العامود، مما أدى إلى استشهاده.
اقرأ أيضاً الصحافة الإسرائيلية: إنها الانتفاضة الثالثة
من جهته، يقول والد فادي إن "نجله الشهيد يعيش معه في منزل العائلة بالعيسوية، وله شقيق يُدعى محمد، ويُقيم مع والدته في الأردن". وكان والدا فادي قد انفصلا عن بعضهما بعضاً قبل سنوات، بعد أن توجّهت الأم إلى الأردن لزيارة عائلتها هناك، ولم تسمح لها سلطات الاحتلال بالعودة، كونها غير مقيمة. وكانت تنتظر موافقة على طلب "جمع الشمل"، الذي قدمته إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، ولما لم تتحقق عودتها قررا الانفصال، فبقي فادي مع والده.
علون، الذي لم يكمل تعليمه المدرسي، قرر أن يكون معيلاً ومساعداً لوالده، فامتهن مهنة الألمنيوم، وظلّ يمارسها حتى ارتقائه شهيداً، فجر أمس الأحد. وما تتذكره عائلته والأصدقاء، هو أن فادي الذي تعرض أكثر من مرة للاحتجاز والاستجواب من قبل جنود الاحتلال، كان يعطي جلّ وقته لوالده ولرعايته، لكنه لم يكن بعيداً عن الهمّ الوطني وعن معاناة البلدة، التي اختار أن يقيم فيها مع والده، قبل أن يختار له القدر بيت جده في بيت حنينا، ليكون بيت أجر يتلقى فيه الوالد المكلوم العزاء بنجله إلى جانب عم فادي وعماته، لكن بعد أن يتسلموا جثمانه ويلقون عليه نظرة الوداع الأخيرة.
اقرأ أيضاً: أكثر من مائتي جريح فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال