السماء بنجومها التي تكاد تساقط، وغيماتها التي استحالت في الليل إلى الرمادي المغشي ببياض شاحب، كانت أشهى من أن أتركها.
كنتُ أستمع إلى أغنية فرنسية قديمة، تقول إنّه بمرور الوقت ننسى ما يؤلمنا، وننسى الشغف والوجوه أيضاً. لم أكن أبحث عن خلاص، كانت أغنية ذات لحن شفيف، وأعادت غناءها مغنّية شابة بصوت واثق الرقة، وكانت بشكل ما تفرحني ومناسبة لمسائي. مساء كنت أتحرك فيه بروح حافية لا أريد أن يجرحه خطو أو خاطر.
فتحت الشرفة وتركت ستائرها البيض تراقص النسمات، تهبّ منعشة كأنّها الحلم حين تتراوح بين السحر والفجر في التباس، يتهادى كأطياف على رقصة فالس.
استلقيتُ قريباً منها، على ظهري كلوح طافٍ، وجهي إلى السماء كالرجاء... للنوم تحت سماء مليئة بالنجوم، طقوس أعدتها البداوة على مهلها عاماً بعد آخر في روحي، وأنا أجري في قريتي، صبية من صبايا الحقول، المتروك شعرها للريح، وجلدها للشمس، وعيناها لشقاوة الفرح، وشغفه باللاحدود.
اقرأ أيضاً: حكواتي: ما بتكون إلا مبسوط
وللنوم تحت النجوم جمال مذهل، ينفذ إليك بسلاسة الماء في الجداول العذبة. كنتُ أبتسم من تصوّر تعتّق في داخلي منذ طفولتي: النجوم ثقوب السماء، عيون السماء، دموع طهر تتحوّل إلى مطر يُنبِت في حقولنا القمح، ويجعل يد جدّي تمتدّ طويلة حانية إلى جباهنا كالبركات.
كنت بين الحين والآخر أمدّ يدي إلى الستائر. كلّما نفخ فيها الهواء تحرّكت باتجاهي فأظنّ أنّه موعد رقصتي... خطوة... اثنتان، وثالثة، إلى الوراء، ثم من البداية، مرّة أخرى.
أليس "تكتيك" هذا "الفالس" كالحياة!
لحظات وحلّ الفجر. لا يعدو إليك قبل أن يتفرّس طويلاً في عينيك، يرى أيّ الأماني تلك التي تمنح نظرتكَ بريقها...
اقرأ أيضاً: عندما صفعتُ نبيه بري بكفّي على خدّه
كنت أستمع إلى البحر وأمهله إلى أن يغمرنا كالسلام. هذه اللحظات لم أكن مستعدّة لأقايضها بمطلق شيء، لما قد أعود إلى النوم في ساعة كهذه، لي وحدي؟ وهي شفيفة كطرف لا يداس.
توقفت الأغنية منذ بعض الوقت، وبدأ "تهلال" الفجر (أدعية فجرية) يطرق القلب. كان في روحي بالتوحد والخشوع والسلام الذين أحسستهم وأنا أستمع إلى الأغنية.
لا أقصد إساءة ولا أريد الدخول في جدل "شتّان ما بين الموسيقى وأدعية الصلاة". أعلم عن تربية وإيمان ما يحقّ، لكن هل تصدقّون؟ كلما استمعت إلى موسيقى شفيفة كناي منزوع عن قصباته، أشعر بالخشوع. تملأ نفسي حرارة الرجاء، فأناجي وأسأل الله في صلاة الرحمات.
اقرأ أيضاً: حكواتي: أكره "سجن" مريول المدرسة
كنتُ أستمع إلى أغنية فرنسية قديمة، تقول إنّه بمرور الوقت ننسى ما يؤلمنا، وننسى الشغف والوجوه أيضاً. لم أكن أبحث عن خلاص، كانت أغنية ذات لحن شفيف، وأعادت غناءها مغنّية شابة بصوت واثق الرقة، وكانت بشكل ما تفرحني ومناسبة لمسائي. مساء كنت أتحرك فيه بروح حافية لا أريد أن يجرحه خطو أو خاطر.
فتحت الشرفة وتركت ستائرها البيض تراقص النسمات، تهبّ منعشة كأنّها الحلم حين تتراوح بين السحر والفجر في التباس، يتهادى كأطياف على رقصة فالس.
استلقيتُ قريباً منها، على ظهري كلوح طافٍ، وجهي إلى السماء كالرجاء... للنوم تحت سماء مليئة بالنجوم، طقوس أعدتها البداوة على مهلها عاماً بعد آخر في روحي، وأنا أجري في قريتي، صبية من صبايا الحقول، المتروك شعرها للريح، وجلدها للشمس، وعيناها لشقاوة الفرح، وشغفه باللاحدود.
اقرأ أيضاً: حكواتي: ما بتكون إلا مبسوط
وللنوم تحت النجوم جمال مذهل، ينفذ إليك بسلاسة الماء في الجداول العذبة. كنتُ أبتسم من تصوّر تعتّق في داخلي منذ طفولتي: النجوم ثقوب السماء، عيون السماء، دموع طهر تتحوّل إلى مطر يُنبِت في حقولنا القمح، ويجعل يد جدّي تمتدّ طويلة حانية إلى جباهنا كالبركات.
كنت بين الحين والآخر أمدّ يدي إلى الستائر. كلّما نفخ فيها الهواء تحرّكت باتجاهي فأظنّ أنّه موعد رقصتي... خطوة... اثنتان، وثالثة، إلى الوراء، ثم من البداية، مرّة أخرى.
أليس "تكتيك" هذا "الفالس" كالحياة!
لحظات وحلّ الفجر. لا يعدو إليك قبل أن يتفرّس طويلاً في عينيك، يرى أيّ الأماني تلك التي تمنح نظرتكَ بريقها...
اقرأ أيضاً: عندما صفعتُ نبيه بري بكفّي على خدّه
كنت أستمع إلى البحر وأمهله إلى أن يغمرنا كالسلام. هذه اللحظات لم أكن مستعدّة لأقايضها بمطلق شيء، لما قد أعود إلى النوم في ساعة كهذه، لي وحدي؟ وهي شفيفة كطرف لا يداس.
توقفت الأغنية منذ بعض الوقت، وبدأ "تهلال" الفجر (أدعية فجرية) يطرق القلب. كان في روحي بالتوحد والخشوع والسلام الذين أحسستهم وأنا أستمع إلى الأغنية.
لا أقصد إساءة ولا أريد الدخول في جدل "شتّان ما بين الموسيقى وأدعية الصلاة". أعلم عن تربية وإيمان ما يحقّ، لكن هل تصدقّون؟ كلما استمعت إلى موسيقى شفيفة كناي منزوع عن قصباته، أشعر بالخشوع. تملأ نفسي حرارة الرجاء، فأناجي وأسأل الله في صلاة الرحمات.
اقرأ أيضاً: حكواتي: أكره "سجن" مريول المدرسة