حكواتي: قلب ضائع

07 يناير 2015
كلّ شيء إلّا قلبي (Getty)
+ الخط -
من عادتي قبل النّوم أن أخلع أعضائي وأضعها في الخزانة، لأرتديها من جديد عندما أستيقظ. البارحة كنت متعباً جداً، فقمت بخلعها جانب السرير ونمت فوراً. وعندما استيقظت في الصباح، وكعادتي، ارتديت عيني، فمي، أنفي، وبقية أعضائي، لكنّني لم أجد قلبي.

بحثت تحت السرير، وراء التلفاز، بين أعقاب السجائر، (يا الله.. كلّ شيء إلّا قلبي) أسرعت إلى أمي لأسألها إن كانت قد رأته، فأجابتني ببرود صعقني: اعتقدت بأنه زجاجة كحول (لعنك الله) ورميته في الزّبالة.

-أمي!!! ألا تميّزين بين قلبي وزجاجة كحول؟ ماذا أفعل الآن؟ كيف أذهب إلى موعدي مع صديقتي بلا قلب؟

بحثت عن أي شيء كي أضعه مكان قلبي، لم أجد إلّا حذاءً مهترئاً، رائحته قذرة، وضعته وأسرعت بالخروج. طوال الطريق، كان الناس يحيّوني بمحبة أثارت دهشتي، حتى جارنا البخيل بائع الخضار أهداني تفاحة. لم أفهم ما يحدث! هذا الرّجل مستعد أنْ يبيع أطفالَه مقابل حبّة عنب. حتى الحواجز العسكرية لم تطلبْ هويّتي، وكانوا يفتحون لي الطريق مبتسمين.

وعندما وصلت إلى الموعد، شعرت لأول مرّة أنّني أحبّ صديقتي. فأسرعت واحتضنتها بقوة. المسكينة كانت تحاول أن تتملّص مني خجلاً من الناس. لم أكتفِ بضمّها، فقبّلتها طويلاً، وعندما انتهيت، نظرتْ إليّ وتنهّدت طويلاً وقالت: "إيييه من زمان قبّلني مثل البشر".
دلالات
المساهمون