حكم قطري بسجن أميركيين بتهمة الاتجار بالبشر

أصدرت محكمة قطرية، اليوم الخميس، حكماً قابلاً للاستئناف بالسجن ثلاث سنوات وبغرامة قدرها 15 ألف ريال قطري (4 آلاف دولار تقريباً)، وبالإبعاد عن دولة قطر بعد قضاء العقوبة، على مواطنين أميركيين من أصل صيني، بتهمة الاتجار بالبشر، وتعذيب وتجويع طفلتهما بالتبني حتى الموت. وحضر الزوجان، المطلق سراحهما بكفالة مالية مع منعهما من مغادرة الدولة، ماثيو وغريس هوانغ، جلسة النطق بالحكم، كما حضرها ممثلون من السفارة الأميركية في الدوحة.

وأصرّ المتهمان في جلسات المحاكمة، التي استمرت نحو عام، على نفي التهم الموجهة إليهما، بتجويع طفلتهما المتبناة، غلوريا (ثماني سنوات) وتوفيت في يناير/ كانون ثاني من العام الماضي، وقالا إنها كانت مصابة باضطراب غذائي، وهي واحدة من ثلاثة أطفال من إفريقيا تبناهم الزوجان.

وكان ممثل الادعاء قد طالب بتوقيع عقوبة الإعدام بحق المتهمين، مشيراً إلى أنهما حبسا الطفلة في غرفتها من دون طعام أو شراب، مستنداً إلى تقريري المستشفى والطب الشرعي، واللذين أفادا بأن الطفلة توفيت نتيجة تجويعها حتى الموت.

واستند الادعاء إلى شهادة أدلى بها أحد إخوة الطفلة، والذي أبلغ المحققين بأن الزوجين اعتادا تعذيب غلوريا بحبسها من دون طعام بسبب قيامها بـ"سرقة" بعض البسكويت، لسد جوعها.

وشدد المحامي القطري، سامي أبو شيخة، الموكل بالدفاع عن الزوجين الأميركيين، في جلسات المحكمة على عدم وجود دليل يشير إلى أن المتهمين كانا يخططان لقتل الفتاة.

وأصدر المتهم ماثيو هوانغ بعد إصدار الحكم بياناً صحافياً موقعاً باسمه واسم زوجته قال فيه إن "ما يحدث خاطئ، فنحن نشعر أننا اختطفنا من النظام والقضاء القطري، وهو لا يعدو كونه مجرد جهود لحفظ ماء الوجه". وطالب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأن يتواصل مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليشرح له لماذا تتبنى عائلات أميركية أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفالاً فقراء. وأضاف: "هذه المأساة يجب أن تنتهي بسرعة، ويجب أن يتم السماح لنا بالعودة إلى وطننا".

وحضر مع المتهمين المحامي الأميركي، أريك فولز، الذي يعمل في مؤسسة "دايفيد هواس"، وهي مؤسسة أميركية قانونية تقدم الدعم القانوني للمواطنين الأميركيين الذين يواجهون اتهامات جنائية خارج بلادهم، وعلق قائلا: "إن ماثيو وغريس هوانغ سيقدمان طلبا باستئناف الحكم الذي صدر عليهما خلال الخمسة عشر يوما المقبلة"، وأفاد بأنه سيواصل متابعة القضية قانونياً، ويعتقد "أنها تفتقر إلى أي دليل لإدانة المتهمين".

وعما إذا كان ماثيو وغريس هونغ سيعودان إلى السجن بعد صدور الحكم إلى حين قبول الاستئناف، أوضح فولز أنه لم يتم طلب تسليم المتهمين لإعادتهم إلى السجن، كما أنه لم يتم إخباره، كمحام ٍ لهما، ما إذا كانا سيظلان خارج السجن، وتستغرق عملية الاستئناف بين ستة أشهر إلى عام حسب القانون القطري.