على تلك البقعة الخضراء، أزهار ملوّنة ولعبة محشوّة على شكل خروف. لم تقع تلك الأزهار من يد أحدهم عن طريق الخطأ، كذلك لم ينسَ أيّ من أطفال الحيّ لعبته في المكان. هناك، على هذا الطريق الفرعيّ، وقعت حادثة سير مروّعة ذهب ضحيّتها أربعة أشخاص، وتلك الأزهار واللعبة المحشوّة وُضِعَت على بقعة العشب تلك كتحيّة لأرواحهم.
بالتأكيد، تلك البقعة الخضراء ليست في أيّ من بلداننا العربيّة، بل في إنكلترا. نحن لا نعبّر عن حزننا لفقدان أعزّاء في حادثة سير أو أخرى، بتلك الطريقة ومن خلال تلك المظاهر. لو أنّنا نفعل، لكانت بقع كثيرة على طرقاتنا مفروشة بالأزهار وبالألعاب المحشوّة.
في الأحد الثالث من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يُحتَفل بـ"اليوم العالميّ لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق". في بلداننا العربيّة، تأتي الاحتفالات خجولة، ولا تقيمها سوى بضع جمعيات معنيّة بحوادث السير على الطرقات.
وفي هذا العام، يُصار الاحتفال بهذه المناسبة تحت شعار "للطرقات حكاياتها". فالقيّمون على اليوم العالمي يؤكّدون أنّ الطريق ليس مجرّد رابط بين نقطة وأخرى، بل هي تروي حكايات كثيرة، ومنها ما هو مأساويّ. ويؤمن هؤلاء أنّ إحياء ذكرى الأشخاص الذين سقطوا ضحايا حوادث السير المأساويّة، لا بدّ أن يساهم في التخفيف من الألم الكبير الذي تعانيه عائلاتهم وكذلك محبّوهم.