يتحسر ناصر محمد على السنوات السابقة، حيث كان الطربوش يعد من الأساسيات عند
المواطنين، مضيفاً "بدأت تنحسر صناعة الطرابيش، بعد إصدار الحكومة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراراً بمنع ارتداء الطرابيش للعسكريين في الجيش والأمن، وموظفي الدواوين الحكومية"، لافتاً إلى أن القرار لم يطبق حينها على الطلاب ومشايخ الأزهر، وهو ما انعكس سلباً على هذه الصناعة.
ويؤكد الرجل الستيني أن مهنة صناعة الطرابيش بدأت تزدهر تدريجياً، بازدهار الأعمال الدرامية، سيما المسلسلات التاريخية، والتي تدور أحداثها عن حقبة ما قبل ثورة يوليو عام 1952، مؤكداً أنه قام بتصنيع الطرابيش المستخدمة في مسلسل "ليالي الحلمية".
وبحسب ناصر، يتخذ الطربوش عدة أشكال، منها "المصري والتركي والمغربي"، وتختلف مقاييس الطربوش وفق الشكل المتخذ، فالطربوش المصري يتخذ شكلاً مرتفعاً، والطربوش التركي يتخذ شكلاً أقصر، فيما المغربي يعد من أقصر الطرابيش طولاً.
"تستخدم في صناعة الطربوش خامات عدة من القماش منها "الجوخ والصوف"، وتختلف الأنواع في جودتها، لكن أجود أنواع أقمشة الطربوش هو "الفلة"، وهناك أيضاً الزفير والنسر. وبحسب ناصر، فإن صناعة الطربوش، عبارة عن قطعة من الخوص وشريط من الجلد ومادة النشاء التي تستعمل للصق الخوص بالقماش.
هي مهنة الصبر والمهارة اليدوية العالية، كما يؤكد، لأن صناعة الطربوش الواحد تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، وأي خطأ يظهر بوضوح في هيئة الطربوش، مثل الاعوجاج يميناً أو يساراً، موضحاً أن كل طربوش يصنع وفقاً لقالب خاص يناسب رأس الزبون، أما في حال إنتاج كميات كبيرة من الطرابيش دون قياس، فإنه يتم تصنيعها على القالب المتوسط 25 سم، وهو مقاس قطر رأس غالبية الناس.
التقت كاميرا "العربي الجديد" بأحد زبائن ناصر محمد، الذي قدم من قطاع غزة في فلسطين، ويدعى محمد الهادي، والذي أكد حرصه القدوم إلى مصر لتفصيل طربوش لعمامته، كونه إماماً وخطيباً، مشيراً إلى أن جميع خريجي المعاهد الأزهرية وكليات الشريعة بقطاع غزة يرتدون الطربوش المصحوب بعمامة.