على إيقاع الموسيقى الصاخبة التي اختلطت بصوت مطرب شعبي ورقص الأطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، جرى حفل زفاف مساء الخميس الماضي، تابعه الكبار والصغار ببهجة وفرح.
وتحولت الساحة المحاطة بكرفانات اللاجئين إلى نقطة جذب للاجئين. فصوت الموسيقى عمّ المكان، وامتلأت الساحة بالكراسي استعداداً لاستقبال الضيوف وقد اكتست بإضاءة استثنائية، في حين وفّر أصحاب الفرح العصير والحلويات للضيافة.
وجهز أبو شادي، والد العريس، كل متطلبات الفرح توفرت له من داخل المخيم، الذي تنتشر فيه محال تأجير الكراسي وتجهيزات الإضاءة، إضافة إلى محال بيع الحلويات والعصائر. لكنه أضطر لاستقدام بعض الأدوات الخاصة بالفرقة الموسيقية من خارج المخيم، والمكونة من عازفين ومطربين لاجئين، بعد أن سمحت له إدارة المخيم بذلك.
ويقول: "عزمنا القرايب والحبايب والجيران على العرس". ويشعر اللاجئ أبو شادي الذي فرّ من بلاده قبل أربع سنوات برفقة عائلته المكونة من زوجته وأربع فتيات وابن وحيد بالسعادة وهو يرحب بالضيوف، يتابع "هذا أول فرح عندنا، ما عندي غير ولد واحد والباقي بنات بعدهن ما تزوجوا".
ويبلغ العريس شادي 22 عاماً، فيما تبلغ عروسه 17 عاماً، وتم توثيق عقد قرانهما بالمحكمة الشرعية المتواجدة داخل المخيم، وقدما طلباً لإدارة المخيم للحصول على كرفان للزوجية. ويقول الولد "بعد ما نخلص العرس راح يعطوهم كرفان".
ولفت إلى أن "المخيم عرّف الناس على بعض، أنا من سكان طفس في درعا، وأهل العروس من الخربة بعاد عن طفس أكثر من 4 كيلو (..) في المخيم صرنا جيران".
يؤكد والد العريس أن جميع طقوس الفرح ستقام تماماً كما لو كانوا في بلادهم "اللي كان بيصير في سورية بيصير هون، دفعنا مهر للعروس وكسوة وذهب(..) وراح تلبس بدلة بيضاء، وابني راح يلبس بدله عريس، واليوم حفلة الحناء وبكرا الزفاف".
وأشار إلى تعاون اللاجئين فيما بينهم في قضايا الزواج نتيجة للأوضاع الاقتصادية داخل المخيم. ولم تتسن مقابلة العريس الذي صادف وجوده في صالون الحلاقة.