حفتر يناقض المسماري ويدعو مليشياته لمواصلة القتال جنوب طرابلس

23 مايو 2020
خاطب حفتر مليشياته في خطاب مسجّل (Getty)
+ الخط -
دعا اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر مليشياته في جنوب طرابلس إلى "الاستمرار في القتال"، في الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسمه، أحمد المسماري، أن مليشيات حفتر حققت بقرار الانسحاب التباعد "عن الأماكن السكنية في محيط العاصمة؛ لتخفيف الأعباء عن المواطنين بطرابلس خلال فترة العيد"، في تناقض جديد يعكس الارتباك الذي يعيشه هذا المعسكر.

وخاطب حفتر، في خطاب مسجل بثته وسائل إعلام مقربة منه، مساء السبت، مليشياته في كافة المحاور، ودعاها إلى الاستمرار في القتال، معتبراً حربه "حربًا مقدسة مفتوحة على كل الجبهات".

وتابع: "إنكم تخوضون حربًا شاملة ليس فيها إلا النصر كما تعودنا في كل معاركنا ضد الإرهاب"، زاعماً أن حربه ضد "كل باغٍ وطئ أرضنا لاحتلالها، وكل مرتزق وكل عميل خائن باع الوطن للمستعمر وانحاز لصف العدوان".

وفي تأكيد جديد على أن حربه تستهدف كل طرابلس، بما فيها المنشآت والأحياء المدنية، قال: "هؤلاء هدف مشروع لنيران قذائفكم، فلا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة".

وفي الأثناء، نشر المتحدث باسمه، أحمد المسماري، على حسابه الخاص على "فيسبوك"، رسالة صوتية مسجلة أكد خلالها نجاح ما وصفه بعملية إعادة انتشار مليشيات حفتر في الأماكن التي تسيطر عليها بالمنطقة الغربية، لتبرير خسارة حفتر لعدة مناطق، وإحياء سيطرة قوات حكومة "الوفاق" عليها خلال اليوم والأمس.

وقال إن قرار حفتر بانسحاب القوات إلى مسافة 3 كيلومترات حقق التباعد "عن الأماكن السكنية في محيط العاصمة؛ لتخفيف الأعباء عن المواطنين بطرابلس خلال فترة العيد". ودون أن يؤكد على قرار حفتر بالاستمرار في الحرب، نفى أن تكون قوات حفتر "مليشيات والحرب نضال وتنفيذ خطط وتكتيكات عسكرية".

وكان المسماري قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن قرار لحفتر بسحب مليشياته في جميع محاور القتال جنوب طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات جنوباً، مضيفاً أنّ القرار جاء مواكباً مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان، الذي يشهد من العادات زيارة الأقارب والأصدقاء استعداداً لعيد الفطر، وأنه جاء "رغبة منا في تخليص الناس من المعاناة خلال هذا العيد السعيد، وإعطاء أهلنا في طرابلس الفرصة لمراعاة العادات والتقاليد".

في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، إن غرفة العمليات الرئيسية لعملية "بركان الغضب"، كلفت الشرطة العسكرية والهندسة العسكرية بإغلاق الأحياء التي استولت عليها قوات حكومة الوفاق بـ"محاور القتال أمام الجميع، وعدم السماح للمواطنين بدخولها مهما كانت الأسباب"، مؤكدًا أن جميع هذه المناطق ما زالت مناطق عمليات عسكرية ممنوع الاقتراب منها.


وجاء قرار الغرفة بعد إعلان "عملية بركان الغضب"، مساء السبت، عن مصرع مدنيين اثنين بعد رجوعهما لتفقد منزليهما بمنطقتي صلاح الدين والمشروع جنوب طرابلس، إثر انفجار ألغام فيهما.

وأكد قنونو، بحسب تصريح نشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" على "فيسبوك"، أن الأحياء المحررة من قوات حفتر "مليئة بالألغام والمفخخات"، مؤكداً أن فرق الهندسة العسكرية تعمل على مسحها لتأمينها قبل عودة المدنيين لمساكنهم.


وسيطرت قوات حكومة "الوفاق" على كامل منطقة صلاح الدين وحي المشروع، بالإضافة لسيطرتها على ثلاثة معسكرات هي الصواريخ واليرموك وحمزة، التي تعتبر أهم المعسكرات في مناطق جنوب طرابلس، والتي كانت تتحصن داخلها مليشيات لحفتر.​

المساهمون