حطام

26 يونيو 2017
(الشاعرة)
+ الخط -

أريْحٌ نجمية؟ غمغمتْ دون تهدّج بالكلمات الختامية
كما الاستهلالية – أتجلّطٌ دموي جرثومي المنشأ؟
في طينٍ متخثّرٍ يتيه بنفسه
وسط أنجمٍ ساكنةٍ مبهَمَة الكلام. هل الشعرُ ذاك المِتاع؟

مصفاةٌ من حديدٍ مصبوب مُعتَّق،
فجلٌ صغير رثّ على اللوحِ، عبثاً ينتظر
خلاصه. أم أحلام أكثر رِفعةً: فَكٌّ حافلٌ بالأنياب
أنفاسُه كريهةٌ للنار وليس
للنضحِ.

رذاذٌ طيّارٌ، نعم! ذلك هو الشعر
يدوْمُ داخلَ خزائن الثياب في حرزٍ أمين – أيها
الرجلُ المتسيّب، أمَكثتَ أبداً إلا ذرّة أكلها العثُّ...

المعنى مُحكَمُ الالتصاق، الذي قُدَّ شقفةً واحدة أتلفه
خبّازو الأحد ذوو الملابس الخفيفة بكلمةِ
شرفٍ منهم، بما هم عرّافو كلِّ شيء وأكثر.

هل يحفظ الشعرُ نفسَه مثل المذنَّبِ عالياً
كإوزّةٍ فوق محيط؟ يتوهّجُ الشرارُ فتليه
ظلماتٌ، راهبات سوداوات متسولات يتبوّلنَ
على صخور رمادية أبديةِ الطواف عبر الكون
متخَمةٍ بأفكار سامية عن الزهر المبكر الأكثر هشاشة.

في تلك الأثناء تُرهَقُ الأرضُ في كدِّها
وكدحها إذ تنكَبُّ على ورقة الامتحان في حينِ يرتقي
مُخفِقٌ بدينٌ قبّةَ السماء كلَّ نهارٍ، يلهَفُ
كالمخنوق؛ تطرّز مومياؤنا المباركة وتنسج
بطانة الزمن الصوفية.


* Anneke Brassinga شاعرة هولندية من مواليد 1948.

** ترجمة أحمد م. أحمد
المساهمون