حضور خجول لمعرض الملابس السورية في لبنان

23 اغسطس 2016
ينشط السوريون في صناعة الملابس بتركيا (Getty)
+ الخط -
قال صناعيون سوريون ممن شاركوا بمعرض الملابس السورية "خان الحرير"، والذي اختُتم أمس الإثنين بلبنان، إن الإقبال الضعيف يعكس المعاناة التي تعيشها صناعة الألبسة والمنسوجات السورية، فيما تشير مصادر إلى أن الحدث جاء لأغراض الاستهلاك الإعلامي لا أكثر.
ويقول مراقبون إن الهدف الرئيس من هكذا معرض، هو إرسال إشارات سياسية من النظام السوري وحزب الله، للرد على ما حدث من توتر في العلاقات الاقتصادية بين سورية ولبنان قبل شهرين، على خلفية منع إدخال المنتجات الزراعية السورية واتهام نظام بشار الأسد بإغراق الأسواق اللبنانية.
وقال مصدر صناعي شارك في المعرض، وطلب من "العربي الجديد" عدم ذكر اسمه: "الإقبال سيئ جدا، لولا توجيه دعوات لتجار من بعض الدول العربية، بجهد ذاتي من الصناعيين المشاركين، لما أبرمنا أي عقد بيع، لأن المعرض أخذ بعداً سياسياً".
ولفت المتحدث إلى أن نحو 100 شركة سورية شاركت بالمعرض، لكن المشاركة جاءت محدودة فضلا عن الأسعار كانت غير منافسة، بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج في سورية، مشيرا إلى أن تركيز المنظمين للمعرض اقتصر على مشاركة بعض الصناعات من حلب، التي مولها اتحاد المصدرين، للقول إن حلب التي تشهد حرباً ما زالت تنتج.
وتعاني صناعة الألبسة في سورية من معوقات كبيرة، بعد تراجع إنتاج الغزول محليا من نحو 200 ألف طن قبل الثورة، إلى نحو 15 ألف طن العام الماضي، بحسب بيانات مؤسسة النسيج الحكومية، بينما ارتفعت تكاليف الإنتاج إثر انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 10 ساعات يوميا، ورفع أسعار الكهرباء والفيول والمازوت خمس مرات منذ عام 2011.
ويقول الصناعي السوري، محمد الشرم لـ "العربي الجديد": "تم قتل صناعة الألبسة في سورية بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج أكثر من 20 ضعفا منذ بداية الثورة، وتهديم وهروب كبرى المنشآت في مدينة حلب التي استهدفتها طائرات النظام وطاولتها السرقة والتخريب".
ويشير الشرم الذي افتتح منشأة لصناعة الألبسة في مدينة "العثمانية" بتركيا، إلى أن القدرة الشرائية لسوريي الداخل لا تمكنهم من شراء الألبسة، حتى لو بيعت لهم بأسعار التكلفة، متوقعاً أن تشهد أسعار الألبسة الشتوية للموسم المقبل ارتفاعات كبيرة، وبالمقابل خسائر أكبر للصناعيين السوريين.
وأضاف الشرم، أن من بقي من المصنعين السوريين بالداخل، يعاني من ارتفاع سعر الخيوط المستورد وقلة العمالة المتخصصة وشراء المازوت من السوق السوداء؛ لأن شركة المحروقات الحكومية لا تزود المعامل بأكثر من 30% من احتياجاتها بالسعر الرسمي.