حسين ماضي.. نساء وطيور ورمان تلوّن الطبيعة

21 سبتمبر 2018
(من المعرض)
+ الخط -

يتواصل حتى العاشر من الشهر المقبل في غاليري "نبض" في عمّان معرض الفنان اللبناني حسين ماضي (1938) الذي يحمل عنوان "نساء وطيور ورمان"، ويضمّ ثلاثة وثلاثين عملاً تنوّعت بين ألوان الأكريليك على القماش والورق، واللوحات الغرافيكية والمنحوتات.

رغم العوالم المحدودة التي يطرقها ماضي في تجربته الممتدة منذ منتصف الستينيات، إلا أن يقدّم دائماً صيغ ومقاربات جديدة في تناوله للطبيعة كعنصر أساسي وتشكّل علاقة الإنسان معها من خلال معاينة تفاصيل كثيرة كتباينات الضوء وما تعكسه السماء والغيوم العابرة على الأرض وحركة رؤوس أشجار النخيل مع اتجاهات الريح.

يمزج الفنان في أعماله بين الزخرفة الموزّعة على مساحات هندسية متراصة الألوان والفائقة الأشكال الحادة، فتظهر الزوايا والمثلثات والخطوط المنحنية في رسم كائناته من طيور وجياد وبشر في حالات مختلفة يتبع فيها قواعد صارمة تنزع نحو الاختزال وتكوين بناء محكم بين التجريد والتعبيرية.

من المعرضويعتمد على اللون في إبراز العلاقات البصرية وحيوية المشاهد التي يرسمها، عبر خلق حوار أو جدل بين الألوان الباردة والألوان الحارة، وهي تحيل دوماً إلى البهجة عبر توزيعها المدروس في مساحات وكتل بصرية فتبدو تدرجات اللون نفسه في كل تفصيل، حيث تختلف كل ورقة من أوراق الشجر في درجة اخضرارها.

يقول الفنان في وصف تجربته: "كما تعلمون.. هناك دائما زاوية في رأس الفنان لا تتبدل أساسياتها، حيث ينظر من خلاله هذا الفنان إلى عمله الفني ويتعامل معه. فكل شيءٍ في الطبيعة، سواء كان طيراً أو إنساناً أو شجرةً يحمل في داخله بنيةً خاصةً به لا تتغير أبداً. وهكذا أنا، يدفعني منطق أساسي في رؤيتي لعملي الفني وهو الحفاظ على هذه البنية الداخلية، والتي رغم إمكانية حدوث تبدّلٍ في عناصرها، سواء في وضعها أو لونها أو شكلها أو قياسها، إلا أنها تظل تكرّر نفسها دائماً ولا تفقد هويتها أبداً".

يُذكر أن ماضي تخرج من "أكاديمية الفنون الجميلة"، ثم انتقل إلى إيطاليا حيث التحق بأكاديمتي "بدي بيلي أرتي" و"سان جاكومو" وأقام هناك أكثر من عشرين عاماً كان يعود في صيف كلّ عام ليدرس في "الجامعة اللبنانية"، ونظّم أكثر من سبعين معرضاً شخصياً منذ عام 1965 وإلى اليوم.

المساهمون