يتناول الكتاب أحد المواضيع التي قلّما تناولتها الدراسات العربية أو كُتب عنها رغم أهميتها في العملية التربوية وعلاقة الثقافة بالتنشئة الاجتماعية والمؤسسات الرسمية، وهو موضوع المسرح في المدرسة. حول خيار البحث في هذا الموضوع يقول الكاتب في المقدمة "لأنني اهتممت بالمسرح وأنا طالب، واهتممت به وأنا مدرّس، تراءى لي أن أساهم في بعض التحديدات الاصطلاحية والمفاهيمية المتعلقة به وبعناصره آملاً أن يستفيد منها إخواني المدرسين وأخواتي المدرسات في وقت صارت المؤسسة التربوية تولي اهتماماً للمسرح باعتباره وسيلة لها نجاعتها التربوية والتعليمية".
يأتي العمل، الذي صدر بغلاف رتيب وتقليدي الشكل، في عدّة محاور؛ من بينها المسرح المدرسي ومسرح الطفل، لماذا نحن بحاجة إلى هذا النوع من المسرح، ثم ما هي عناصره، ومقتنياته، ومتطلباته؟ ويفرد الكتاب مساحة لكيفية مسرحة النصوص العالمية لتناسب مستوى الفن المسرحي المدرسي، ولماذا ينبغي مسرحتها بطريقة مختلفة للمستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية.
يقول الكاتب في مقدمة العمل "كان المسرح وما يزال أداة ناجعة في التربية والتوعية والتعبير، ذلك أنه يسع كثيراً من الفنون، وبهذه الصفة صار مضاعف التأثير والجذب للمتلقي، ومن شأن ذلك أن يجعله الطريق الميسر للتواصل مع الغير، ما يزكي فعاليته وريادته الفنية في التربية والإصلاح".
يضيف ملواني "انطلاقاً من هذه الحيثيات وغيرها، صار المسرح المدرسي وسيلة مطلوبة في التوصيل التربوي بكل أبعاده، يجسد التعلمات، يثير العواطف، ويوسع الخيال الذي هو أساس الإبداع، كما ينمي القدرة على المواجهة والتركيز والتحكم في الذات وضبط النفس وإشاعة السرور والتصريف الإيجابي للطاقة الزائدة".
يأتي الكتاب في ثلاثة فصول؛ في الأول تعريف المسرح المدرسي مع الإشارة إلى أهميته وأنواعه وتقنياته ومتطلبات المشاركة فيه. أما الفصل الثاني فيتطرق إلى مسرحة النصوص، وأشرنا فيه إلى المقصود بالمسرحة للنصوص، وأهميتها ومتطلباتها وكيفية القيام بها مع الإشارة إلى طبيعة النصوص القابلة للتمسرح.
في الفصل الأخير يضع الكاتب نماذج تطبيقية، تتضمن نصوصاً حاول مسرحتها مسرحة مبسطة قابلة للإنجاز والتنفيذ. وقد استقى ملواني النصوص الممسرحة من الكتب المدرسية المختلفة ووفر فيه آليات العمل على النصوص في المسرح المدرسي من السيناريو وحتى الإخراج.