حزب معارض يدعو لبدء حوار سياسي شامل في الجزائر

21 اغسطس 2020
الحزب يحذر من الانزلاق نحو الفوضى (فيسبوك)
+ الخط -

دعا حزب "جبهة القوى الاشتراكية" المعارض في الجزائر إلى بدء حوار سياسي شامل يحقق المطالب الشعبية بإقرار انتقال ديمقراطي حقيقي وفقا لتطلعات الجزائريين في الحراك الشعبي. ويأتي ذلك في ظل تحذيرات من الانزلاق إلى المواجهة بعد تزايد التوترات بين السلطة ومكونات الحراك التي تعتزم استئناف التظاهر.
وقال الأمين العام الأول للحزب، يوسف أوشيش، في لقاء بكوادر الحزب وقوى من المجتمع المدني، أمس الخميس، بمناسبة ذكرى مؤتمر الصومام إن الجزائر بحاجة إلى إعادة بناء إجماع وطني قصد تشييد مؤسسات سياسية حقيقية عبر إقامة حوار سياسي جدي. وتظاهر مئات الناشطين، أمس الخميس، في منطقة بجاية، شرقي الجزائر، تزامنا مع احتفالات بذكرى هجمات 20 أغسطس/ آب 1955، ومؤتمر الصومام لتنظيم الثورة الذي انعقد في عام 1956، وهتف المتظاهرون برفض نظام حكم يهيمن فيه الجيش على السلطة.

حذر أوشيش الجزائريين من خطط تستهدف توفير مناخ للانزلاق والمواجهة


وعبر الحزب، الذي يعد أقدم حزب معارض في البلاد (تأسس عام 1963)، والعضو في تكتل البديل الديمقراطي المعارض، عن استعداده لبذل جهود كافية قصد تحقيق حوار شامل بحثا عن مخرج سياسي وديمقراطي للأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، بعيدا عما وصفها "بتكتلات الأجهزة المجهولة المساعي". ويقصد الحزب بتلك "التكتلات" مبادرة قوى الإصلاح الأخيرة التي جمعت 100 من المكونات السياسية والمدنية التي تبدي مواقف موالية للسلطة، وتبنتها الرئاسة والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.


وحذر أوشيش الجزائريين من خطط تستهدف توفير مناخ للانزلاق والمواجهة، ومن "قوى تنشط بطريقة خبيثة ومنظمة قصد تمديد عمر الانسداد وتأزم الأوضاع واستدراج البلاد إلى فخ الانزلاق، الفوضى والعنف".
وفيما دعا الجزائريين "للحفاظ على التعبئة واليقظة من أجل إجهاض كل محاولات الاستغلال قصد جر الحراك المتسم بالوحدة والسلمية إلى فخ المواجهة"، ندد بالتجاوزات المسجلة ضد الحريات الأساسية وحقوق المواطنين والغلق المستمر للمجالين السياسي والإعلامي.


ووجه أمين عام "جبهة القوى الاشتراكية" تحذيرات من مخاطر التدخل الأجنبي، وذكر أن "الصراعات الدموية التي مست العديد من البلدان المجاورة والشقيقة وتتغذى من التدخلات الأجنبية بمختلف الطرق تستبعد كل يوم إمكانية إيجاد حلول سياسية لهذه البلدان مما يرمي علينا ثقل تهديدات مباشرة".
ودعا أوشيش القوى السياسية والمدنية في الجزائر إلى "الترفع عن كل الاعتبارات الضيقة والظرفية قصد الرقي إلى مستوى التطلعات الشعبية وإعطاء امتداد سياسي ضروري لبناء بديل ديمقراطي حقيقي"، معتبراً أن "الوقت ما زال مواتيا لإعادة بعث الثقة وإعطاء العمل السياسي كل حقوقه".
وحذر في المقابل السلطة من التلاعب بالخيار الديمقراطي عبر تجديد النظام من الداخل، وقال "على عاتق النظام الحالي أن يدرك مدى خطورة التهديدات التي تحاك ضد الأمة وهذا بالكف عن استعمال المناورات والخدع".
وتابع قائلا إن "الإرادة في الإبقاء على هذا النظام المحتضر مهما كان الثمن ستؤدي إلى وضعية يصعب التحكم فيها"، مشيراً إلى أنه "يجب على السلطة أن تفهم بأن تعنتها في نيتها على فرض بصفة فردية وتسلطية دستور جديد وخريطة طريق سياسية في ظل مناخ هش، هو بمثابة المراهنة ليس فقط على الفشل، بل أخطر من ذلك، كونها ستعزز الاستراتيجيات التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وستشجع المؤامرات التي هي في صدد التنديد بها".

ويلتقي الحزب في دعوته هذه مع دعوة وجهها الرئيس عبد المجيد تبون، أمس، دعا فيها كل القوى الوطنية إلى "طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة، والعمل المشترك في مشروع التغيير الجذري لتشييد جزائر قوية وعادلة بمؤسسات ديمقراطية يتنافس فيها الجميع على قاعدة الكفاءة وخدمة الصالح العام"، لافتا إلى أن "البلد يمر بظروف استثنائية داخليا وإقليميا وتحتاج إلى رص الجبهة الداخلية".