حزب تونسي يحتج على زيارة السيسي

19 فبراير 2017
محتجون ضد الزيارة (فيسبوك)
+ الخط -
نفّذ أنصار حزب "تيار المحبة التونسي"، مساء أمس السبت، وقفة احتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، تنديدا بالزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وشارك عشرات المواطنين من أنصار "تيار المحبة"، تلبية لدعوة مؤسس الحزب وزعيمه، الهاشمي الحامدي، الذي سبق وأن ترشّح لرئاسة الجمهورية التونسية.

 وحضر الوقفة نائبا حزب "تيار المحبة" في البرلمان، ريم الثائري ومحمد الحامدي، ورُفعت شعارات تندد بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على غرار "جنرال سيسي - تونس لا ترحب بالديكتاتوريين"، و"الاستبداد هو العدو الأول للإنسان العربي والسيسي رمزه الأول"، و"السيسي أطاح برئيس منتخب وقتل وسجن وعذب الآلاف من أنصاره"، و"جنرال سيسي خطفت فلسطين في مجلس الأمن وقمعت الصحافيين في بلدك"، و"لا مرحبا بالانقلابيين وشعارنا بالانتخاب لا بالانقلاب".

وذكر الهاشمي الحامدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه المظاهرة قانونية ومرخص لها، وأسباب اعتراضنا هي أولا أن السيسي أطاح برئيس منتخب، وقتل وسجن الآلاف من أنصاره، وضيّق على الحريات السياسية، وأعاد أجواء التعذيب، وانتهاك حقوق الإنسان، والحكم القمعي الاستبدادي إلى مصر، وهذا نقيض مبادئ الثورة التونسية وقيمها وأهدافها، وثانيا: أنه خذل القضية الفلسطينية في مجلس الأمن؛ عندما تراجع عن تقديم مشروع إدانة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إرضاء لنتنياهو وترامب، ولولا تدخل السنغال وفنزويلا ونيوزيلندا وأستراليا لسقط المشروع نهائيا"، وأكد الحامدي أن "الاستبداد هو العدو الأول للإنسان العربي، وقد ثُرنا ضده في تونس، ورفعنا شعار "بالانتخاب لا بالانقلاب"، ولا نريد لرمز الاستبداد والظلم الأول في العالم العربي أن يحظى بالتكريم والترحيب والأوسمة في بلاد محمد البوعزيزي ورفاقه".

فيما تحفّظ مكتب الإعلام في السفارة المصرية بتونس عن التعليق على الوقفة الاحتجاجية، أو إصدار موقف من الشعارات المرفوعة ضد الرئيس السيسي، وأشار المكتب إلى أن الخارجية المصرية أو مكتب الرئاسة وحدهما المخولان للحديث عن هذا الموضوع.

وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نهاية شهر كانون الثاني/ديسمبر الماضي، قد أعلن، في تصريح صحافي، نبأ زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تونس، تلبية للدعوة الرسمية التي وُجّهت إليه من رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، مؤكدا أن الزيارة ستكون في موعد قريب، مشيرا إلى أن من الممكن أن تكون عقب اجتماع وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر، في إطار المبادرة التونسية لحلّ الأزمة في ليبيا.

وتتباين مواقف الأحزاب السياسية الأخرى بين مؤيد لهذه الزيارة ورافض لها، وقد أعلن عدد من قيادات حركة النهضة عدم ترحيبهم بقدوم السيسي إلى تونس، بل وطالبوا رئيس الجمهورية، في تصريحات إعلامية، بالعدول عن استقباله، على غرار القيادي محمد بن سالم، الذي قال "لا مرحبا بقدوم السيسي، الذي قاد انقلابا على الشرعية". كما بدت في المقابل مواقف أكثر ليناً، فقد تحفّظ عدد من القيادات على هذه الزيارة، ولكنهم اعتبروها تدخلا في نطاق الدبلومسية التونسية، التي يجب أن تُحترم من الجميع. وأعرب نائب رئيس حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، ونائب رئيس البرلمان التونسي، أن موقفه الشخصي شيء وصفته الرسمية في الدولة شيء آخر، وإذا اقتضى الأمر أن يصافح السيسي فسيفعل، احتراما لنواميس الدولة. بينما رحّبت القيادات الحزبية في حركة نداء تونس بهذه البادرة، واعتبرتها دفعاً جديداً للسياسة الخارجية التونسية.

 

 

المساهمون