حزب المحافظين البريطاني... نزيف بصفوف المعتدلين وهيمنة لمتشددي "بريكست"

31 أكتوبر 2019
عدد من نواب حزب المحافظين سخوضون الانتخابات كمستقلين(فرانس برس)
+ الخط -
يشهد حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، نزيفاً مستمراً بصفوف نوابه المنتمين إلى تيار الأمة الوسطي، وسط هيمنة متزايدة لمتشددي "بريكست" اليمينيين على قراره، وخاصة بعدما أعلنت رئاسة الوزراء أنّ جميع مرشحي الحزب مطلوب منهم دعم الخروج من الاتحاد الأوروبي، فوراً بعد الانتخابات العامة.

وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون، قد وصل إلى منصبه خلفاً لـتيريزا ماي بعدما جعل من تطبيق "بريكست" محور سياساته، مدعوماً بقلق في دوائر حزب المحافظين بأنّه في حال عدم النجاح بذلك، فإنّ الحزب سينهار لصالح حزب "بريكست" الذي يقوده نايجل فاراج.
ودعمت نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت، في مايو/أيار الماضي، هذه المخاوف، عندما تصدر حزب "بريكست" الأحزاب البريطانية في البرلمان الأوروبي، بينما حل حزب المحافظين خامساً.
ويعكس التحول اليميني في صفوف المحافظين، تصريحات أدلى بها إيان دنكان سميث زعيم المحافظين السابق، عندما قال، مساء أمس الأربعاء، "لقد أصبحنا حزب بريكست الآن لأننا لا نمتلك مساحة أخرى لنحتلها، وسيكون على أي مرشح للانتخابات أن يقبل أنّ عملنا وواجبنا الرئيس هو تطبيق بريكست".

أما زعيم كتلة الأبحاث الأوروبية المحافظة والمتشددة ستيف بيكر، فقد توقع أن ترتفع عضوية كتلته البرلمانية بعد الانتخابات. وقال "أتمنى أن نستطيع تقديم الدعم المستمر لزملائنا فيما يتعلق بالخروج من الاتحاد الأوروبي والتجارة الدولية، وآمل جداً أيضاً أن تنمو أعداد معارضي الاتحاد الأوروبي ومجموعة الأبحاث الأوروبية".

وأضاف أنّ "أي شخص سينتخب لمنصبه للمرة الأولى سيحتاج لدعم تطبيق بريكست، وإذا لم يكونوا يؤمنون بالمسار الذي اختاره البلد أثناء خروجنا من الاتحاد الأوروبي، فذلك سيكون مضيعة لوقتهم".


وبالتزامن مع هذه التصريحات، يستمر نزيف النواب المحافظين من التيار الوسطي، حيث أعلنت وزيرة الثقافة نيكي مورغان اعتزالها السياسة، مشيرة إلى "سوء المعاملة التي يتلقاها المعتدلون من المحافظين في ويستمنستر" (مقر البرلمان). 

وتعد مورغان واحدة من 16 نائباً محافظاً أعلنوا نيتهم عدم الترشح للانتخابات العامة المقبلة؛ بسبب التهديدات التي قد يتعرضون لها، وقلقهم من "الأجواء المسمومة" التي تحيط هذه الانتخابات.
كما ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن عدداً من نواب التيار الوسطي، قد حذروا جونسون، أمس الأربعاء، من أنّ "النزيف المستمر في أعدادهم سيحرم الحزب من دعم الناخبين المحافظين من مؤيديهم".


وتعد خسارة النساء من التيار الوسطي من بين نواب المحافظين، نكسة لجونسون الذي يسعى لنفي تهمة تحول حزبه إلى حزب يهيمن عليه الذكور من متشددي "بريكست"، وهي صورة لا تحظى بدعم الناخبين. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحزب خسر ستة من النواب الـ67 اللواتي انتُخبن إلى البرلمان عام 2017.

ويسعى الحزب إلى تعزيز التنوع في صفوف مرشحيه، من خلال الدفع بالمزيد من المرشحات  وأبناء الأقليات العرقية والدينية.
وكانت وزيرة العمل والتقاعد السابقة آمبر رود، والتي استقالت من حزب المحافظين؛ بسبب تشدد جونسون حيال "بريكست"، قد أعلنت أيضاً اعتزالها السياسة، بعد خلاف علني مع دواننغ ستريت، نتيجة رفض طلبها للعودة إلى الحزب.


وتشمل قائمة المتنحين عن خوض الانتخابات العامة المقبلة ديفيد ليدنغتون نائب رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وأليستر بيرت وزير الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط، إضافة إلى الوزير السابق جو جونسون شقيق رئيس الوزراء بوريس، ونيكولاس سومس حفيد رئيس الوزراء السابق ونستون تشرتشل. 

كما سيخوض عدد من نواب المحافظين السابقين، ممن فصلهم جونسون من الحزب لتصويتهم ضد حكومته بداية سبتمبر/أيلول الماضي، الانتخابات العامة كمستقلين، ومنهم كين كلارك الوزير السابق في حكومة مارغريت ثاتشر، ووزير المالية السابق فيليب هاموند، ووزير التجارة الدولية السابق روري ستيوارت.